اعتبارًا من الليلة.. هدنة لمدة يومين بين باكستان وأفغانستان

أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية وقف إطلاق النار مع أفغانستان، والذي سيبدأ مساء اليوم الأربعاء، ويستمر يومين، بعد أن اندلعت مواجهات عنيفة بين البلدين على طول الحدود، وسقط عشرات الضحايا من الجانبين.
القصة الكاملة وجذور الصراع التاريخية
يعود أصل التوتر إلى خط ديورند، وهو خط حدودي طوله 2,640 كيلومترًا رُسم في عام 1893 بين الهند البريطانية والتي ورثتها باكستان وأفغانستان.
تتركز الأسباب الظاهرة للمناوشات الحدودية الأخيرة "مثل تلك التي حدثت في أواخر عام 2024 وأوائل 2025" في عدة نقاط:
- قضية حركة طالبان باكستان: تتهم باكستان الحكومة الأفغانية الحالية بإيواء ودعم مسلحي حركة طالبان باكستان، الذين يقومون بعمليات عسكرية وهجمات إرهابية داخل الأراضي الباكستانية، وهو ما تنفيه كابل، في ديسمبر 2024، شنت طائرات باكستانية قصفًا على مناطق أفغانية حدودية بحجة استهداف مواقع لـ "طالبان باكستان".
- عدم اعتراف أفغانستان بالحدود: ترفض أفغانستان الاعتراف بخط ديورند كحدود دولية رسمية منذ استقلال باكستان في عام 1947، في ذلك العام، كانت أفغانستان الدولة الوحيدة التي صوتت ضد قبول باكستان عضوًا في الأمم المتحدة.
- مشكلة البشتون: يتسبب خط ديورند في تقسيم قبائل البشتون، وهي أكبر مجموعة عرقية في أفغانستان، بين البلدين، مما أدى إلى مطالبة أفغانستان بحق تقرير المصير للمناطق التي يسكنها البشتون في الجانب الباكستاني وتشكيل دولة لهم باسم بشتونستان.
- انعدام الثقة التاريخي: لعبت السياسات التي مارستها المؤسسة العسكرية الباكستانية على مدى عقود دورًا في خلق انعدام كامل للثقة بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بالتدخلات الإقليمية ودعم الجماعات المسلحة.
- استمرار التوتر: استمرت التوترات والمناوشات الحدودية على مدار العقود الماضية، بما في ذلك قطع العلاقات الدبلوماسية في ستينيات القرن الماضي.
تبعات الصراع
تؤدي هذه المناوشات والتوترات إلى تبعات خطيرة تشمل، سقوط ضحايا تُسفر الاشتباكات والهجمات المتبادلة عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين والعسكريين على جانبي الحدود.
تشهد العلاقات بين كابول وإسلام آباد توترًا حادًا يصل أحيانًا إلى استدعاء السفراء أو إغلاق المعابر الحدودية مؤقتًا.
تفاقم الأزمة الإنسانية والأمنية: يؤدي النزاع إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، وتضرر المناطق الحدودية، وتأثر حركة التجارة والعبور.
التهديدات الداخلية: تستغل جماعات مسلحة مثل حركة طالبان باكستان التوترات الحدودية لتنفيذ هجمات داخل باكستان، مما يزيد من الضغوط الأمنية على إسلام آباد.