تقرير مجمع عن «الاعتداءات الإسرائيلية» الأخير في الضفة الغربية

شهدت الضفة الغربية المحتلة تجاوزات كثيرة وإعتداءات إسرائيلية ممنهجة، تخطت حدود الإنسانية، ومواثيق المجتمع الدولي، ضد أهل غزة، ووفقاً لتقارير عن منظمات الأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية، هذا التصعيد، الذي أخذ منحى حاداً منذ أحداث 7 أكتوبر 2023، وتجسد في عمليات عسكرية واسعة، ارتفاع قياسي في عنف المستوطنين، وتوسع استيطاني ممنهج يهدد بانهيار الأوضاع الإنسانية والاجتماعية بالكامل، مما دفع المجتمع الدولي والعربي وعلى رأسهم مصر، بعقد قمة السلام بمدينة شرم الشيخ لوقف النزيف الجاري على أرض القطاع، وإعادة السلام إلى الشرق الأوسط.
يشير مكتب الأمم المتحدة “OCHA” ومنظمات حقوق الإنسان إلى أن أعداد الضحايا الفلسطينيين في الضفة الغربية قد وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، فمنذ أكتوبر 2023، قُتل المئات من الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، على يد القوات الإسرائيلية والمستوطنين، واستمرت القوات الإسرائيلية في شن عمليات اقتحام يومية على المدن والمخيمات، وذكرت الأمم المتحدة أن 798 فلسطينيا استُشهدوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء منذ أواخر مايو/أيار الماضي عندما بدأت ما تسمى مؤسسة غزة الإنسانية، في توزيع الغذاء، وقال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إن عدد سكان غزة انخفض إلى مليونين و129 ألفا و724 نسمة من مليونين و226 ألفا و544 نسمة في 2023.
موجة "عنف المستوطنين" غير المسبوقة
لعل السمة الأبرز للتصعيد هي الزيادة الهائلة في حدة وتكرار عنف المستوطنين الإسرائيليين، وثقت الأمم المتحدة أكثر من 1000 هجوم شنه المستوطنون في مئات التجمعات السكنية في الضفة الغربية خلال عام 2025، وتتنوع هذه الاعتداءات بين القتل، وإصابة نحو 700 فلسطيني، والاعتداءات الجسدية التي تشمل الضرب وإطلاق النار، فضلاً عن إتلاف وتدمير الممتلكات الفلسطينية، مثل إتلاف وتجريف آلاف أشجار الزيتون التي تمثل مصدر رزق لعائلات بأكملها.
سياسة التطهير العرقي الصامت "التهجير والهدم"
تستخدم إسرائيل آليات الهدم والتهجير كأدوات لترسيخ السيطرة الإسرائيلية على الأراضي، أفاد تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن عشرات التجمعات البدوية والرعوية قد هُجِّرت بالكامل قسراً، حيث أصدر جيش الاحتلال 54 أمر نزوح، وشملت حوالي 81% من مساحة قطاع غزة، وطبقًا لبرنامج الأغذية العالمي إن هذا يعني أن أكثر من 700 ألف شخص اضطروا إلى النزوح خلال هذه الفترة.
الاعتقالات الواسعة وخنق الحركة
أكدت تقارير مؤسسات الأسرى الفلسطينية، أن إسرائيل اعتقلت أكثر من 18 ألفاً و500 فلسطيني في الضفة الغربية منذ أكتوبر 2023، من بينهم ما لا يقل عن 1500 طفل، وتترافق هذه الاعتقالات مع ظروف احتجاز قاسية وارتفاع حاد في حالات الاعتقال الإداري، كما أن القيود على التنقل عبر الحواجز العسكرية والبوابات الحديدية تعيق بشكل كبير حياة نحو 90 ألف شخص في محافظات عديدة، وتفصل المجتمعات عن خدماتها الأساسية.
إن هذا المشهد المتكامل من القتل، العنف الاستيطاني المتزايد، التهجير القسري، والتوسع الاستيطاني الممنهج، شكل تحدياً خطيراً للقانون الدولي الإنساني ولحقوق الإنسان، حتي توقيع إتفاقية شرم الشيخ ووقف اطلاق النار، فهل ستستمر رياح السلام النسبي؟ أم سستغير الصورة من جديد خصوصا بعد توتر المشهد من جديد خلال عملية تسليم الجثامين، واطلاق تصريحات من الجانب الإسرائيلي من شأنها أن تعكر صفو الهدوء الذي تعيشه المنطقة حاليًا
