عن عمر ناهز 80 عامًا.. وفاة رئيس وزراء كينيا الأسبق فى الهند
توفي رئيس الوزراء الكيني الأسبق رايلا أودينغا، صباح اليوم الأربعاء، إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة أثناء قيامه بالتريض في منطقة كوثاتوكولام بولاية كيرالا الهندية، عن عمر ناهز 80 عامًا.
أزمة قلبية تنهي حياة رايلا أودينغا
وذكرت قناة NDTV الهندية أن أودينغا، الذي كان في زيارة خاصة للهند منذ نحو 6 أيام برفقة ابنته وعدد من أفراد أسرته، سقط مغشيًا عليه خلال نزهة صباحية، ورغم نقله على الفور إلى مستشفى "ديفاماتا" القريب، إلا أن جميع محاولات إنعاشه باءت بالفشل.
وأكد المستشفى في بيان رسمي أن الزعيم الكيني البارز تعرض لنوبة قلبية حادة لم يستجب بعدها للعلاج، مشيرًا إلى أن وفاته أعلنت بعد وقت قصير من وصوله.
رمز سياسي ومنافس رئاسي شرس
يعد رايلا أودينغا من أبرز الشخصيات السياسية في كينيا على مدى العقود الأربعة الماضية، وتولى منصب رئيس الوزراء بين عامي 2008 و2013، في أعقاب اتفاق تقاسم السلطة عقب الانتخابات المثيرة للجدل عام 2007، والتي شهدت موجة عنف سياسي وعرقي غير مسبوقة.
وخاض أودينغا طوال حياته السياسية، نحو 5 حملات رئاسية طموحة، كان أقربها إلى النجاح عام 2007 عندما خسر بفارق ضئيل أمام الرئيس مواي كيباكي في انتخابات شابتها اتهامات بالتزوير وأعقبتها اضطرابات دموية.
وعلى الرغم أنه لم ينجح في الوصول إلى رئاسة البلاد، ينظر إليه في الداخل الكيني كرمز للإصلاح والديمقراطية، إذ أنه كان من أبرز الأصوات التي ساهمت في إنهاء حكم الحزب الواحد والدفع نحو التعددية السياسية في البلاد.
دور فاعل حتى أيامه الأخيرة
في مارس الماضي، وقع أودينغا اتفاقًا سياسيًا مع الرئيس الحالي ويليام روتو، منح بموجبه حزبه المعارض مشاركة في رسم السياسات الوطنية وتعيين عدد من أعضائه في الحكومة، مما عزز من حضوره السياسي رغم تقدمه في العمر.
ينحدر أودينغا من قبيلة "لوو" في إقليم نيانزا غربي كينيا، وكان دائمًا يحسب له قدرته على حشد دعم عابر للقبائل في بلد تتسم سياسته بالطابع العرقي.
وكان يظهر في مؤتمراته الانتخابية محاطًا بحشود ضخمة من أنصاره، مما جعل البعض يعتقد أن "الطريق إلى دار الدولة" المقر الرئاسي، كان في متناوله لولا تعقيدات المشهد السياسي.
إرث سياسي طويل
ويشكل رحيل رايلا أودينغا نهاية فصل مهم في التاريخ السياسي الكيني الحديث، فقد كان رمزًا لمعارضة شرسة، ومفاوضًا بارعًا، ورجل دولة سعى للإصلاح، وظل حتى وفاته، جزءًا من المشهد السياسي في بلاده.
ومن المتوقع أن ينقل جثمانه إلى كينيا خلال الأيام القادمة تمهيدًا لإقامة مراسم تشييع وطنية، فيما بدأت ردود الفعل تتوالى من داخل كينيا وخارجها، وسط إشادات بدوره في تحقيق التحول الديمقراطي في البلاد.
