عاجل

دعاء الأنبياء| لهذا السبب ردد «ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم» بعد الصلاة

دعاء الأنبياء
دعاء الأنبياء

يغفل الكثيرون عن فضل دعاء الأنبياء، حيث نرصد في التقرير التالي دعاء الخليل إبراهيم وابنه إسماعيل:"رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ".

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم    

قال الله تعالى على لسان الخليل إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام : ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (البقرة: 127).

قال الإمام القرطبي: "فيه دليلٌ على أن أشرف الخلق( الأنبياء) كانوا لا يركنون إلى أعمالهم، ولا يغترّون بطاعتهم، بل يتوجّهون إلى الله خاشعين أن يتقبّل منهم، فكيف بغيرهم من سائر المؤمنين"

وقال الإمام الرازي:"اختارا في ختام عملهما الدعاء بالقبول، ليعلما الخلق أن الشأن ليس في نفس العمل، بل في القبول عند الله، فربَّ عملٍ صغيرٍ عُظّم بنيّته، وربَّ عملٍ كبيرٍ حُبط بعُجبه."

وقال الإمام السعدي:"في هذا تنبيهٌ على أن العبد مهما أتى من الصالحات، فواجبه أن يسأل الله القبول، فإن القبول هو المعيار، وهو علامة الرضا، وهو ما يثبّت الأقدام يوم الحساب." 

فكم هو جميل أن نختم أعمالنا وطاعاتنا وعباداتنا كما ختم الخليل إبراهيم وابنه إسماعيل بناء البيت العتيق، بالدعاء بالقبول لا بالافتخار بالإنجاز، فالمؤمن لا يفرح بكثرة العمل، بل بقبول الله له، لأن لحظة القبول هي لحظة الفوز الكبرى، ولذلك قال بعض السلف: "لأن تُقبل لي حسنة واحدة أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها."

فبعد الصلاة، وبعد الصيام، وبعد الطاعات جميعًا، فلنرفع الأكفّ كما رفعها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، مردّدين بخشوع: "رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ".

تفسير ابن كثير لـ ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم    

وأما قوله تعالى: (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم)، فالقواعد: جمع قاعدة، وهي السارية والأساس، يقول تعالى : واذكر يا محمد لقومك بناء إبراهيم وإسماعيل، عليهما السلام ، البيت، ورفعهما القواعد منه، وهما يقولان: ( ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ) فهما في عمل صالح ، وهما يسألان الله تعالى أن يتقبل منهما ، كما روى ابن أبي حاتم من حديث محمد بن يزيد بن خنيس المكي، عن وهيب بن الورد: أنه قرأ: ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا) ثم يبكي ويقول: يا خليل الرحمن، ترفع قوائم بيت الرحمن وأنت مشفق أن لا يتقبل منك . وهذا كما حكى الله تعالى عن حال المؤمنين المخلصين في قوله تعالى: (والذين يؤتون ما آتوا) أي: يعطون ما أعطوا من الصدقات والنفقات والقربات (وقلوبهم وجلة) [المؤمنون : 60] أي : خائفة ألا يتقبل منهم .

تم نسخ الرابط