ما حكم تشمير الكم في الصلاة ؟.. ومعنى حديث «أمرت أن أسجد على سبعة أعظم»

ما حكم تشمير الكم في الصلاة ؟، سؤال أجابه الدكتور جمال الأكشة رئيس قسم الفقه المقارن بشريعة وقانون طنطا.
حكم تشمير الكم في الصلاة
وقال «الأكشة» في بيان حكم تشمير الكم في الصلاة: اتفق الفقهاء على كراهة تشمير الكم في الصلاة لغير حاجة ، كراهة تنزيهية ، فتصح الصلاة مع الكراهة؛ لأن كف الثياب او تشميره يتنافى مع آداب الصلاة، كما ينافي الأمر بالسجود على جميع الأعضاء، حيث إنَّ المصلي يسجد بكل ما لديه من ثوب وشعر دون رفعهما.
وذلك لما روي عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"أُمِرْتُ أنْ أسْجُدَ على سَبْعَةِ أعْظُمٍ على الجَبْهَةِ، وأَشارَ بيَدِهِ على أنْفِهِ واليَدَيْنِ والرُّكْبَتَيْنِ ، وأَطْرافِ القَدَمَيْنِ ولا نَكْفِتَ الثِّيابَ والشَّعَرَ". أخرجه البخاري ومسلم.
شرح الحديث
قال «الأكشة» إن السُّجودُ رُكنٌ عَظيمٌ مِن أركانِ الصَّلاةِ، ومَظهَرٌ يَتجَلَّى فيه خُضوعُ العبدِ لرَبِّه، وذُلُّه له، وقد أمَرَ اللهُ تعالى به في عِدَّةِ مَواطِنَ مِن كِتابِه الكريمِ.وفي هذا الحَديثِ يَشْرَحُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الصُّورةَ الصَّحيحةَ للسُّجودِ، فيُخبِرُ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ أمَرَه أنْ يَسجُدَ على سَبعةِ «أعْظُمٍ» جمْعُ عَظْمةٍ، والمقْصودُ عِظامُ الجِسمِ.
والأعضاءُ السَّبعةُ هي: «الجَبهةُ»، وهي: صَفْحةُ الوَجهِ ما فوقَ الأَنْفِ والعَيْنينِ، وأشارَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِيَدِهِ إلى أنْفِهِ، مُبَيِّنًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بذلك أنَّ الجَبهةَ والأَنفَ عُضوٌ وَاحدٌ مِن السَّبعةِ، وتَأكيدًا على أنَّ الساجدَ يُلامِسُ بأنْفِه الأرضَ، وكذلك اليَدانِ والرُّكْبتانِ، وأصابِعُ القَدَمينِ وما يَلِيهِما، فاليَدانِ والرُّكْبتانِ والقَدَمانِ سِتَّةُ أعضاءٍ، ولا «نَكْفِتَ الثِّيابَ والشَّعرَ»، وكَفْتُ الثِّيابِ هُوَ ضَمُّ بَعضِها فوقَ بَعضٍ بحيثُ لا تَنْسدِلُ، وكَفْتُ الشَّعرِ هوَ رَبْطُه بحيثُ لا يَستَرْسِلُ ويَنسابُ، والمرادُ ألَّا نَكُفَّ شُعورَنا وثِيابَنا عندَ السُّجُودِ على الأرضِ صِيانةً لها، بلْ نُرسِلها حتَّى تَقَعَ على الأرضِ، فتَسجُدَ مع الأعضاءِ، والحِكمةُ في ذلك: أنَّه إذا رفَعَ ثَوبَه وشَعرَه عن مُباشَرةِ الأرضِ أشْبهَ المُتكبِّرَ. وقيل: إنَّ الشَّعرَ يَسجُدُ مع الرَّأسِ إذا لَم يُكَفَّ أو يُلَفَّ.
هل تعيد الصلاة إذا نسيت عدد الركعات؟
أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال أحد المشاهدين ويدعى جميل أشرف، قال فيه: "وأنا بصلي الظهر نسيت صليت كام ركعة، ثلاث ولا أربع؟ ينفع أعيد الصلاة ولا أختمها؟"
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حواره مع الإعلامي مهند السادات في برنامج "فتاوى الناس" المذاع على قناة الناس، أن المصلّي في هذه الحالة يبني على الأقل، أي يعتبر العدد الأقل من الركعات هو الصحيح، ثم يُكمل صلاته.
وأضاف الشيخ أحمد وسام أن هذا ما ورد عن النبي ﷺ، حيث قال: "إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدرِ كم صلى، ثلاثًا أم أربعًا، فليطرح الشك وليبنِ على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين قبل أن يُسلّم."
وبيّن أمين الفتوى أن من شك في صلاته لا يعيدها كاملة، بل يكمل على الأقل ويؤدي سجود السهو في نهاية الصلاة، حتى يُجبر ما قد يكون نقص منها.
ودعا قائلاً: "ربنا يتقبل من جميل ومن كل من يسأل ويتحرّى الصواب، ويجعله من الصالحين الفالحين، ويقرّ عين والديه به".