اللهم إني تصدقت بعرضي على عبادك.. ما هو فضل العفو وأجره؟

ما ورد في السنة النبوية المشرفة حث المسلمين على العفو فأكثر من أن يحصى، ونذكر منها ما حث النبي صلى الله عليه وسلم فيه المسلمين في العفو عمن اغتابهم وتعرض لعرضهم، فما هو فضل العفو في الإسلام.
العفو في الإسلام
جاء عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم كان إذا خرج من منزله قال : اللهم إني تصدقت بعرضي على عبادك). [البيهقي في الشعب]
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن العفو كان أغلب أخلاقه صلى الله عليه وسلم، وأبرز سيرته، فعن عائشة رضي الله عنها : ( ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه قط في شيء إلا أن تنتهك حرمات الله - عز وجل - فينتقم لله عز وجل ). [متفق عليه]
وعنها أيضا: (هل أتى عليك يا رسول الله يوم كان أشد من يوم أحد؟ قال: لقد لقيت من قومك وكان أشد ما لقيته منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني , فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام فناداني فقال : إن الله - عز وجل - قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك , وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلم علي وقال : يا محمد , إن الله قد سمع قول قومك لك وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بما شئت , فإن شئت أطبقت عليهم الأخشبين , فقلت : بل أرجو أن يخرج الله - عز وجل - من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا ). [متفق عليه]
وجاء عن أنس رضي الله عنها قال: ( كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية , فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته , ثم قال : يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك , فالتفت إليه وضحك ثم أمر له بعطاء ). [متفق عليه].