من الاعتذار لساحات المحاكم.. القصة الكاملة لأزمة أحمد ياسر وطارق مصطفى

شهد الوسط الرياضي خلال الساعات الماضية جدلًا واسعًا، بعد سلسلة التصريحات المثيرة التي أطلقها أحمد ياسر لاعب المصري البورسعيدي والبنك الأهلي السابق، حول المدير الفني السابق للبنك الأهلي، طارق مصطفى، والتي تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت موجة من التعليقات بين الجماهير والمتابعين للشأن الرياضي.
بدأت الأزمة بتصريحات أحمد ياسر عبر قناة "أون" حيث قال: "طارق مصطفى المدير الفني السابق لفريق البنك الأهلي، كان يتقاضى أموالًا من بعض اللاعبين لاشراكهم في المباريات، وهذا أمر أعرفه جيدًا من بعض اللاعبين داخل الفريق، وأتحدى أي شخص أن يخرج ويكذبني".
وجاءت تصريحات ياسر بعد فترة قصيرة من تصريحات مشابهة أدلى بها أيمن أشرف لاعب البنك الأهلي السابق، والذي أشار فيها إلى أن بعض المدربين يتقاضون أموالًا من اللاعبين لاشراكهم في المباريات أو للتعاقد معهم، موضحًا أن الأمر لا يشمل جميع المدربين، ولكنه موجود بين بعض الأسماء.
تصريحات أحمد ياسر أشعلت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير، ما دفع طارق مصطفى إلى الرد سريعًا، مؤكّدًا أن كل ما قيل عنه "غير صحيح وعاري من الصحة".
وأعلن مصطفى عزمه اتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد اللاعب بعد هذه التصريحات، موضحًا أنه لن يسمح بأي تجاوز يمس سمعته ومكانته في الوسط الرياضي.
في خطوة مفاجئة، عاد أحمد ياسر ليصدر بيان اعتذار رسمي عبر حسابه الشخصي على "فيس بوك"، حيث كتب: "أتقدم بخالص الاعتذار للكابتن طارق مصطفى، صاحب السمعة الطيبة والشخصية الجميلة، عن التصريحات الأخيرة التي فسرت بشكل خاطئ". وأضاف: "أتمنى للكابتن طارق مصطفى التوفيق في خطوته المقبلة مع أهلي بنغازي والنجاح الدائم والمستمر". واختتم ياسر منشوره بالدعوة إلى تحري الدقة من جانب الإعلاميين والصحفيين في نقل الأخبار، لتجنب أي سوء فهم آخر.
رد فعل مصطفى لم يتأخر، حيث أعلن هو الآخر عبر صفحته على فيس بوك: "وكّلت الأستاذ أشرف عبد العزيز المحامي باتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد اللاعب أحمد ياسر بسبب تجاوزه في حقي بعبارات مسيئة على قناة تلفزيونية".
تُظهر هذه الأزمة كيف يمكن لتصريحات لاعب أن تتسبب في حالة من الجدل العارم، تؤثر على العلاقات بين اللاعبين والمدربين، وتستدعي تدخل القانون لضبط الأمور. كما تلقي الضوء على أهمية الدقة في نقل التصريحات الإعلامية، حيث أن أي صياغة خاطئة أو تفسير مغلوط قد يتحول إلى أزمة رسمية تهدد سمعة الأطراف المعنية.
وفي النهاية، يظل المستفيد الأكبر من هذه الأحداث هو الوسط الرياضي الذي يتعلم من هذه الدروس ضرورة الاحتكام إلى الدقة والحذر في التعامل مع التصريحات العلنية، سواء من اللاعبين أو المسؤولين، لتجنب أي انزلاق إعلامي أو قانوني قد يضر بالكرة المصرية.