عاجل

«شقى عمري ضاع»: حريق يلتهم شقة عريس ببنها بسبب ألعاب نارية

حريق ببنها
حريق ببنها

شهدت قرية بطا ببنها واقعة مؤسفة حيث تحول شهر العسل إلى كابوس مأساوي للشاب أدهم ناصر ابن قرية كفر بطا، الذي استأجر شقة للزواج في قرية بطا المجاورة لقريته ببنها بمحافظة القليوبية. حيث التهمت النيران شقته التي لم يمضِ على زواجه سوى شهر واحد فقط بسبب شماريخ وألعاب نارية أُطلقت بالقرب من شقته الواقعة في أحد الأبراج السكنية، لتحوّل الفرحة إلى وجع والضحكات إلى بكاء وألم.

ففي يوم 12 سبتمبر الماضي، احتفل أدهم وأسرتُه بزفافه وسط فرحة الأهل والأصدقاء والجيران، وبنى أحلامه على مستقبل سعيد مع زوجته. 

خبابا القدر

لكن القدر خبأ له صدمةً وألمًا قاسيًا، فبعد مرور شهرٍ واحد فقط من الزفاف، وفي يوم 12 أكتوبر، تلقى أدهم اتصالًا من أحد الجيران يخبره بكلمات هزّت كيانه ودمرت أعصابه: "الحق يا أدهم، شقتك بتولع".

هرع الشاب مسرعًا إلى شقته في قرية بطا التابعة لمركز بنها ليجد النيران تلتهم كل ما جمعه خلال سنوات من الكد والتعب. الأثاث الذي اشتراه بجهده وعرقه تحول إلى رماد. لم يستطع أدهم أن يتمالك نفسه، حاول الدخول لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن الدخان الكثيف تسبب في اختناقه، وتم نقله إلى مستشفى بنها لتلقي العلاج.

يقول أدهم بصوتٍ متقطع وعينين دامعتين: "خرجت أنا وزوجتي لزيارة أهلها، وبعد ساعة فوجئت باتصال يخبرني أن هناك حريقًا في شقتي".

ويضيف قائلاً: "عندما وصلت وجدت النار التهمت كل شيء".

تعب العمر

ويتابع الشاب الحزين: "السبب هو الشماريخ والألعاب النارية التي كانت تطلق في الشارع. شرارة واحدة منها كانت كفيلة لتحرق تعب العمر كله. وأتمنى من المسؤولين أن يمنعوا بيعها، حتى لا يمر أحد بما مررت به".

أما والد العريس فيروي بمرارة تفاصيل الواقعة بقوله: "عندما علمت، هرولت إلى المكان وقلبي يدق بسرعة من الخوف على ابني وعروسه. الحمد لله أنهم بخير، لكن المشهد كان صعبًا. النار أكلت الشقة. لابد أن يكون هناك رقابة على من يقومون ببيع هذه الشماريخ؛ فهي كارثة ومصيبة تهدد سلامة المواطنين".

قوات الحماية المدنية

وكانت قوات الحماية المدنية بمديرية أمن القليوبية قد تلقت بلاغًا بنشوب حريق داخل شقة سكنية بقرية بطا. وعلى الفور، انتقل رجال الإطفاء بقيادة العميد هيثم شحاتة، مدير إدارة الحماية المدنية، حيث تم الدفع بسيارات الإطفاء وتمكنت القوات من السيطرة على النيران وإخمادها بالكامل قبل أن تمتد إلى الشقق المجاورة. ولم يسفر الحريق عن أي إصابات أو خسائر بشرية، بينما التهمت النيران محتويات الشقة بالكامل. وتم تحرير محضر بالواقعة وأُخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

فيما لا تزال زوجة الشاب أدهم تعيش في حالة صدمة وترفض الحديث، وتجلس صامتة تحدق في صور زفافها التي لم يتبقَّ منها سوى رماد وذكريات موجعة.

ويختم أدهم حديثه بحرقة قائلاً: "كنت في بداية حياة جديدة وبنيت عش الزوجية. في لحظة، ذهب كل شيء. لكن الحمد لله على كل حال. ربما كتب لنا بداية جديدة من تحت الصفر، ننهض بعدها مرة أخرى. والحمد لله على كل نعمة".

تم نسخ الرابط