«فصيل مسلح» يحذر حماس: لن نسمح بالتدخل في مناطقنا شمال غزة

في تطور مثير للأحداث في قطاع غزة، وجهت مجموعة مسلحة تُطلق على نفسها اسم "الجيش الشعبي" تحذيرًا حاسمًا إلى مسلحي حركة حماس، محذرة إياهم من الاقتراب من مناطق سيطرتها شمال القطاع.
جاء هذا التحذير في ظل تصاعد التوترات الداخلية بين الفصائل الفلسطينية، على خلفية الحملات الأمنية التي أطلقتها حركة حماس لاستعادة النظام في القطاع بعد اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.
التعامل "بكل قوة"
في مقطع فيديو نشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، ظهر أشرف المنسي، قائد مجموعة "الجيش الشعبي"، وهو محاط بعدد من مسلحي مجموعته، مؤكدًا على الموقف الحازم لفصيله ضد أي محاولة للاقتراب من المناطق التي يسيطرون عليها.
وقال المنسي في تصريحاته:" نحذر مسلحي حركة حماس من الاقتراب من مناطق سيطرتنا"، مؤكدًا أن "الجيش الشعبي" سيقوم بالتعامل "بكل قوة" مع أي محاولات لتجاوز الحدود التي وضعها.
المواجهة في شمال غزة
تحمل هذه الرسالة تهديدًا واضحًا لحركة حماس في ظل الجهود الأخيرة لها لتوسيع نطاق سيطرتها الأمنية بعد فترة من الاضطرابات التي شهدها القطاع في أعقاب المواجهات العسكرية الأخيرة.
كما تأتي هذه التحذيرات في وقت حساس، حيث يسعى كل طرف لتعزيز نفوذه في المناطق الشمالية للقطاع، وهي مناطق شهدت كثافة في العمليات العسكرية والمواجهات المباشرة.
وأكد المنسي أن قواته "أقوى من أي وقت مضى"، في محاولة لنفي الشائعات التي انتشرت حول تعرض بعض عناصر فصيله للاعتقال أو القتل في الاشتباكات الأخيرة.
وأضاف أن قواته تواصل تنفيذ مهامها في شمال القطاع، حيث تمكّنت من السيطرة على عدة مناطق، وستواصل جهودها لتوسيع نفوذها وتأمين حياة آمنة للسكان.
تحديات أمنية في غزة بعد الحرب
هذه التوترات الأمنية تشير إلى تحديات معقدة تواجه حركة حماس في ضبط الأمن الداخلي للقطاع، خاصة في المناطق التي كانت مسرحًا للمواجهات العسكرية العنيفة.
في الوقت الذي تسعى فيه حماس لفرض النظام، تظهر مجموعات مثل "الجيش الشعبي" كقوة منافسة ترفض التنازل عن النفوذ في مناطقها.
هذا التراشق الداخلي بين الفصائل المسلحة يعكس عمق التحديات الأمنية والإنسانية التي يواجهها قطاع غزة بعد الحرب، ويدل على التباين في أساليب العمل بين الحركات المسلحة المختلفة في القطاع.
سيستمر الوضع الأمني في غزة في التحول بشكل مستمر، مع دخول جهود إعادة الإعمار على خط الأزمة، وما يرافقها من صراعات على النفوذ داخل المناطق المختلفة.
التطورات القادمة
تظل التطورات في غزة، بما في ذلك التوترات بين "الجيش الشعبي" وحركة حماس، محط أنظار الجميع في المنطقة. فالهدوء الذي أعقب توقيع اتفاق الهدنة قد يكون مؤقتًا، في ظل استمرار الصراعات الداخلية على النفوذ والسيطرة، ما يرفع من احتمالات تصعيد التوترات في الأيام القادمة.