رموز مصرية| الشيخ عمر عرموش السيوطي شيخ القراء بمحافظة أسيوط

مصر بها نجوم تتلألأ في سماء الإبداع بكل النواحي ,وخاصة المجال القرآني ,والشيخ عمر أحمد حسنين عرموش السيوطي الحنفي أحد نجوم التلاوة الذين احتفت بهم وزارة الأوقاف عبر منصتها الرقمية مؤخرا.
علم القراءات
والشيخ عمر عرموش من مواليد ١٩٣٢م، حفظ القرآن الكريم وختمه في الحادية عشر من عمره، على يد أستاذه الشيخ محمد رشوان من قرية الوسطة التابعة لمحافظة أسيوط، ثم قرأه مرة ثانية على الشيخ مصطفى محمد منصور بنفس القرية، ولما التحق بمعهد أسيوط قرأه مرة ثالثة على الشيخ إسماعيل هيكل، وكان مدرسًا لعلم القراءات، فحفظ عليه الشاطبية عام١٩٤٧م حيث كان مقررًا عليهم القراءات في المرحلة الابتدائية بدلًا من العلوم الرياضية، لأن الأكفاء لم يكن مقررًا عليهم رياضة ولا خطوط، فقرروا علم القراءات على المكفوفين.
ثم وفقه الله تعالى أن يتصل بالشيخ بخيت سيد محرم عام ١٩٥١م وقرأ عليه إلى آخر سورة النحل بالسبع، ولكن لم يختمه عليه لظروف قاهره حيث انشغل بالمعهد، ثم أخذ إجازة التجويد بالقاهرة عام ١٩٥٥م، وبعد أن أتمم العالية تخصص التدريس والوعظ والإرشاد استلم وظيفته بالأوقاف .
مسابقة في حفظ القرآن الكريم
وبعدها أقيمت مسابقة في حفظ القرآن الكريم بالقاهرة وكان يشرف عليها الشيخ عبد الفتاح القاضي صاحب كتاب البدور الزاهرة، فأجلسوه أمامه عام ١٩٥٩م، وسأله أسئلة كثيرة، فاجتاز الاختبار وحصل على المكافأة، وكانت ثلاثة عشر جنيها، وأعطاه التفسير الواضح ثلاثين جزءًا من الطبعة الصغيرة.
ثم انتدب للتدريس بالأزهر وبمعاهد القراءات في أسيوط عدة سنوات، وفي مطلع السبعينات أقيمت مسابقة أخرى كان يشرف عليها الشيخ عامر السيد عثمان، فذهب ومجموعة من الشيوخ ولم ينجح أحد إلا هو، والشيخ تمام عيد.
القراءات السبع
وبعدما سأله في القرآن قال له: عرف الإخفاء الشفوي؟ فقال له: هو النطق بالحرف بحاله بين الإظهار والإدغام، ثم سأله في سورة محمد حتى وصل إلى قول الله تعالى: (وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ) فقال لي ما دمت عرفت الإخفاء هكذا إذن لا تطبق شفتيك يعني خلي فرجة بسيطة، ثم شاء الله أن يعود إلى الشيخ بخيت، وكان قد بلغ من الكبر عتيا، فأحاله إلى تلميذه الشيخ محمد الغاوي والشيخ أحمد المصري، وشاء الله أن أعيد الختمة بالقراءات السبع ويتمها على الشيخ محمد الغاوي مع الإجازة، وشرع في ختمة أخرى على الشيخ أحمد المصري.
ووصل إلى ربع القرآن، ثم انشغل ببناء المسجد، حيث رأى فيما يرى النائم أنه يقوم بتعليم القرآن في أحد المساجد فأراد أن يكون كذلك، فأعطته زوجته رحمها الله قطعة أرض كانت قد ورثتها عن أبيها، وبنى عليها مسجدًا.
ثم أخذ الإجازة بالقراءات الثلاث من الدرة عن الشيخ سامي، وجاءه الطلاب من البلاد المجاورة ومن بعض المحافظات يدرسون عليه القرآن والقراءات والعلوم الشرعية والعربية، وقد تتلمذ عليه الكثير من طلاب العلم والشيوخ، وقد قرأ معه العشر الصغرى وأخذ عنه الإجازة جماعة.
قراءة حفص
وأما من أخذ عنه قراءة حفص فهم كثير جدًّا، قال عنه الشيخ عبد الله يونس في وصفه للشيخ: (قد لازمته تسع سنوات فكان شديد التواضع لله سبحانه وتعالى شديد الزهد عالمـًا بحق، يجري الكرم في خلقه، لا يغتاب أحدًا، ولا يسمح بالغيبة، يخفض الجناح للمتعاملين معه بصفة العالم العارف وخوف التقي الصالح، ولا يسعى إلى كسب مادي أو لنفع شخصي، وأن الله سبحانه وتعالى قد أودع في نفسه القناعة، لا يمل حديثه، ولا يعنف طلابه، فتارة يشجع وتارة يعاتب وتارة ينصح، وكان يستشعر الآيات ويتفكرها ويتدبرها ويختم القرآن كل ثلاثة أيام، فهو مفخرة من مفاخر مصر والعالم العربي والإسلامي).
وقال عنه الشيخ الدكتور محمود مهني محمود عضو هيئة كبار العلماء: (إن أردت الفقه فهو فقيه، وإن أردت اللغة فهو لغوي، وإن أردت الأدب فهو أديب، وإن أردت الحديث فهو محدث، وإن أردت القراءات فهو قارئ متقن حافظ، مات الشيخ عمر عرموش ولكن لم يمت علمه).
وقال عنه الشيخ خالد قنيبر: كان الشيخ يكرم جليسه ويحسن ضيافته ودائما مائدة الغداء عليها أهل القرآن من تلاميذه وكان يداوم على حضور المقرأة، وكان الشيخ ملجأ للإفتاء والصلح بين الناس وقد تعلمت منه الصبر والحلم، توفي يوم الجمعة ١١ جمادى الثانية، سنة ١٤٣٨هـ، الموافق ١٠ مارس، سنة ٢٠١٧م.