عاجل

وحدة النخبة العسكرية تعلن انفرادها بالحكم في مدغشقر

الرئيس أندريه راجولينا
الرئيس أندريه راجولينا

​تشهد مدغشقر تطورات متسارعة وخطيرة تهدد بإغراق البلاد في اضطرابات أعمق، حيث أعلنت وحدة "كابسات" العسكرية، وهي وحدة نخبة، استيلائها على السلطة بشكل رسمي، جاء هذا الإعلان الحاسم بعد فترة وجيزة من تصويت نواب الجمعية الوطنية لصالح عزل الرئيس أندريه راجولينا.

​الإعلان العسكري: "كابسات" المصدر الجديد للقيادة

​في خطوة وصفتها الرئاسة لاحقاً بـ "محاولة للاستيلاء على السلطة بطريقة غير قانونية وبالقوة"، أصدرت وحدة "كابسات" بياناً أكدت فيه توليها لدفة القيادة، ونقلت وكالة رويترز للأنباء هذا الإعلان عن الوحدة العسكرية، في حين أكدت وكالة فرانس برس الخبر نقلاً عن "عقيد في الجيش".
​الأهم في بيان "كابسات" هو إعلانها نفسها "المصدر الجديد للقيادة العسكرية"، فقد شددت الوحدة على أن "جميع التعليمات للقوات المسلحة، سواءً البرية أو الجوية أو البحرية، ستصدر من معسكرها"، هذا الإعلان يضع القيادة العسكرية التقليدية أمام تحدٍ وجودي ويعزز من سيطرة هذه الوحدة على مجريات الأمور الأمنية في البلاد.


​خلفية الصراع: تصويت البرلمان وانضمام الجيش للمتظاهرين
​لم يأتِ إعلان "كابسات" من فراغ، بل تلاه مباشرة بعد تصويت حاسم للبرلمان، فقد صوّت نواب الجمعية الوطنية في مدغشقر بأغلبية ساحقة بلغت 130 صوتاً مقابل ورقة بيضاء واحدة لصالح عزل الرئيس أندريه راجولينا، ورغم أن هذا التصويت لا يزال يتطلب مصادقة المحكمة الدستورية العليا ليدخل حيز التنفيذ رسمياً، إلا أنه وفر غطاءً سياسياً فورياً للتحرك العسكري.
​تتزامن هذه التطورات مع أيام من الحراك الشعبي المتصاعد، فقبل الإعلان عن الاستيلاء على السلطة، كانت مجموعات من جنود "كابسات" قد انضمت إلى آلاف المتظاهرين في العاصمة أنتاناناريفو، في مشهد يعيد إلى الأذهان سيناريوهات التمرد العسكري في تاريخ مدغشقر.


​تضامن القيادة العسكرية وتحدي الأوامر


​أظهرت "كابسات" انحيازها الواضح للمتظاهرين في وقت سابق، وذلك برفضها القاطع للأوامر الصادرة بإطلاق النار على المحتجين، وقد وجهت الوحدة نداءً علنيًا إلى باقي الأجهزة الأمنية في البلاد لكي "تحذو حذوها وتتوقف عن قمع المتظاهرين"، هذا النداء أسفر فعلياً عن انضمام عناصر من الجيش إلى الحشود الغاضبة، وهو ما شكل نقطة تحول حاسمة عززت من موقف المتظاهرين وأضعفت سلطة الرئيس راجولينا.


​رد فعل الرئاسة: إدانة ومحاولة "غير قانونية"


​في رد فعل سريع وحاسم، أعلنت رئاسة مدغشقر رصدها "محاولة للاستيلاء على السلطة بطريقة غير قانونية وبالقوة"، وأعربت الرئاسة عن إدانتها القوية لهذه المحاولة، مقدمة التعازي في ضحاياها.
​من جانبه، شدد الرئيس أندريه راجولينا في بيان له على أن ما يجري هو محاولة "لانتزاع السلطة بالقوة"، مؤكداً أن هذا التحرك يتناقض بشكل صريح مع الدستور والمبادئ الديمقراطية.
​تظل مدغشقر تترقب الخطوات التالية للمحكمة الدستورية العليا وللوحدة العسكرية التي أعلنت استيلاءها على مقاليد الأمور، في ظل مخاوف دولية من انزلاق البلاد نحو حلقة جديدة من عدم الاستقرار السياسي.

تم نسخ الرابط