في يوم ميلاده الـ86.. رالف لورين أسطورة الموضة الراقية

ارتبط اسم رالف لورين Ralph Lauren منذ اليوم الأول بالأناقة المتمحورة حول الفخامة والثراء، لذا من الطبيعي عند تتبع بداياته أن نكتشف أن ربطة العنق الرجالية كانت أول تصاميمه والسبب في إطلاق علامته التجارية في عام 1967، المصمم الأمريكي صاحب الشهرة الأوسع ظل يحلق في رحاب الموضة الرجالية لسنوات طويلة، قبل أن يدفعه حبه لزوجته إلى إطلاق أول خط نسائي في عام 1972، تلبية لطلبها وطلب الكثير من النساء المغرمات بتصاميمه للرجال، وبنجاح يوازي ما حققه في سنواته الأولى حظيت مجموعته الأولى بإعجاب المختصين والعملاء، تحديداً القمصان الـ Tailored التي أعادت صياغة خزانة المرأة العصرية في زمن تصاعدت فيه الأصوات لتمكين المرأة أكثر عقب انخراطها في سوق العمل وإثبات جدارتها في شتى المجالات.

هناك قطع اكتسبت شهرتها من أسماء مبتكريها، لعل أبرزها القميص البولو، فحتى لو لم يكن رالف لورين أول من أطلقه، ستبقى بصمته الخاصة التي وضعها على ذلك التصميم العابر للزمن واضحة، وبخلاف البولو الذي يتربع على عرش الموضة هذا العام، ويشترك في حبه كلا الجنسين، سنحاول أن نعرض لك أبرز القطع الأيقونية التي قدمها رائد الأناقة الكلاسيكية للنساء، وذلك لمناسبة الاحتفال بيوم ميلاده الموافق 14 أكتوبر.

على الرغم من أن إرضاء النساء ليس بالمهمة السهلة، إلا أن رالف لورين اجتاز الاختبار حتى قبل أن يطلق خطه النسائي في السبعينيات، فيبدو أنه لم يكن قراراً اعتباطياً ولكنه جاء كاستجابة لمطالبات زوجات عملائه من الرجال، واللواتي أحببن الجاكيتات التويد التي تحمل توقيعه، لا سيما الموديل الشهير الذي ظهر به في إعلان عطر بولو عام 1979، مما دفع المصمم الأمريكي إلى إطلاق سلسلة من الجاكيتات الرسمية المنفذة من تويد هاريس الأسكتلندي الشهير بنعومته ومتانته، وظل هذا التصميم حاضراً في مجموعاته إلى الآن بنفس ستايله الريفي المستوحى من أزياء الفروسية، فمن منا يمكن أن تنسى إطلالة الطبقات المستوحاة من ستايل رعاة البقر التي ظهرت بها إحدى العارضات في مجموعة خريف 2014، لقد لخصت أسلوب لورين الذي تفرد به عبر السنين.


أن تتمسك بقطع معينة في رحلتك التصميمية لا يعني افتقارك للابتكار أو عدم رغبة في التجديد، وإنما انعكاس لنية حقيقية في الحفاظ على هوية العلامة واللعب ضمن حدود ما تتقنه، فإتقان كل الأنماط لا يعبر بالضرورة عن المهارة، كل هذه الأفكار تراودنا عندما نقف للحظة لنتأمل الجاكيت الجملي المزدان بالأهداب المصمم من جلد السويد الناعم المدبوغ، والذي لم يمل المصمم الأمريكي من تكراره في أغلب مجموعاته الخريفية على مر السنين، قطعة أيقونية أخرى أهداها للنساء والرجال، استوحاها من أفلام رعاة البقر الكلاسيكية، وظلت محتفظة بمكانتها في عالم الموضة ومنحصرة في خامات وألوان محددة تلبية لأذواق عملاء الماركة المخلصين، لقد رصدناه مؤخراً في مجموعة ما قبل خريف 2025 خاصة مع تنسيقه مع البلوزة الشيفون الـ Wrap البيضاء والبنطلون الــ Tailored الرمادي والأكسسوارات الجلد الجملي التي أثرت الطلة.

تجسد عشق رالف لورين للمغامرة والرحلات في تصاميمه الأيقونية الخالدة، وتجلى ذلك بوضوح في الفستان السفاري المصمم من قطن الشينو الخفيف الذي أطلقه في أوائل سبعينيات القرن الماضي، وجاء كانعكاس لشغفه برحلات الثلاثينات، لقد حظي هذا التصميم برواج كبير دفع لورين إلى ابتكار مجموعة كاملة لأزياء السفاري للرجال والنساء والأطفال في عام 1984، وقد ضرب هذا الستايل مثالاً للصمود أمام اختبارات الزمن، فأعيد صياغته حديثاً في الألفية الثالثة، فلا تزال الإطلالة الختامية في عرض ربيع 2015 حديث عشاق الدار الأمريكية إلى يومنا هذا بعدما ظهرت العارضة بفستان قميص مصنوع من حرير التفتا الإيطالي، والذي اكتسب شعبية أوسع في 2018 عندما ارتدته لورين بوش زوجة ابن رالف لورين في احتفال الشركة بمرور خمسين عامًا على تأسيسها.
