الحرية بعد عقدين من الأسر.. أبرز معلومات عن محمود العارضة بعد الإفراج عنه

أفرجت إسرائيل الإثنين 13 أكتوبر 2025 عن الأسير الفلسطيني محمود العارضة، أحد أبرز الأسرى الذين شملتهم الصفقة، نظرًا لما مر به من اعتقال طويل وتجارب قاسية خلال سنوات سجنه.
حيث يعد تحرّر محمود العارضة من سجون الاحتلال الإسرائيلي حدثًا مفصليًّا في مسيرة أسرى “نفق الحرية”؛ بعدما ظُلِم طويلاً، وتحوّلت حياته إلى معتقل داخل معتقل، قبل أن ينجلي الليل الطويل للحظةٍ من نور الحرية.
الاعتقال الأول لـ محمود العارضة
تم اعتقاله لأول مرة عام 1992 حين كان طالبًا في الصف الأول ثانوي، حيث حكمت عليه محكمة الاحتلال بالسجن لمدة أربع سنوات، أمضى في السجن 41 شهرًا، وأفرج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى عقب اتفاق أوسلو عام 1993، وشكلت تجربة الاعتقال الأولى نقطة تحول مهمة في وعيه بالقضية الفلسطينية، إذ استمر في دراسة الثانوية العامة داخل السجن واجتازها بنجاح، وفقا لوكالة معًا الإخبارية.
الاعتقال الثاني لـ محمود العارضة
وأما الاعتقال الثاني، فكان الأطول والأصعب، حيث حكم عليه بالسجن مدى الحياة بعد اعتقاله في 21 سبتمبر 1996 بتهمة الانتماء إلى الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي والمشاركة في عمليات مقاومة أسفرت عن مقتل جنود إسرائيليين، واستمر اعتقاله أكثر من 25 عامًا حتى تمكن من الهروب يوم 6 سبتمبر 2021، في عملية شهيرة من سجن جلبوع، مع محمد قاسم العارضة، وأيهم نايف كممجي، ويعقوب محمود قادري، وزكريا الزبيدي، ومناضل انفيعات.
معلومات عن محمود العارضة بعد الإفراج عنه
وُلد محمود عبدالله قاسم العارضة في 8 نوفمبر 1975 بمدينة جنين، وينحدر من بلدة عرابة شمال الضفة الغربية.
ينتمي محمود العارضة لحركة الجهاد الإسلامي. خلال سنوات اعتقاله، عُرف بأنه من قيادات الحركة داخل السجون، وشارك في نشاطات أسرى ودعمهم، كما أنه مثقفٌ يميل للتعلّم، حيث واصل دراسته وهو معتقل واجتاز الثانوية داخل السجن.
تأثير الاعتقال الطويل
تحمل سنوات طويلة في السجون اثرًا كبيرًا؛ من العزل الانفرادي، والقيود، والأحكام العالية، والألم النفسي الذي لحق به وبعائلته.
الإفراج وصفقة التبادل
مُنح محمود العارضة حريته مؤخرًا ضمن صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، وهي صفقة شملت عددًا من الأسرى ذوي المؤبدات والأحكام العالية.
الإفراج جاء بعد توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، وتنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة.
من المتوقع أن يكون أحد الأسرى الذين سيُبعدون خارج الضفة الغربية بموجب بنود الصفقة، رغم أن بعض التقارير تشير إلى أن العارضة سيعود إلى منزله في بلدة عرابة.
فرحة غامرة
عائلة العارضة في عرابة انتظرت لسنوات كثيرة، كانت تحلم باللحظة التي يرون فيه فيها محمود طليقًا، تم استقبال الخبر بفرح، وترقب، ودموع الفرح مشوبة بالألم على ما مضى.
رسالة للمقاومة
عبر العارضة عن امتنانه للمقاومة الفلسطينية التي "وفّت بالوعد" بتحريره ورفاقه، كما أشاد بصمود أهل غزة وكفاحهم، مع اعتزاز كبير بما أنجزته الصفقة.
آمال وتطلعات
العائلة تتمنى أن تكون هذه الخطوة مقدّمة للإفراج عن باقي الأسرى، وأن تبقى قضية الأسرى في أعلى سلم أولويات العمل الوطني والسياسي. أيضًا، هناك أمل أن تُعوض السنوات الضائعة ولو جزئيًا، بصحة جيدة وحرية كاملة.
رمزية محمود العارضة وتأثيره
يُعتبر العارضة واحدًا من أبرز الشخصيات المرتبطة بـ “نفق الحرية” الذي كبّر الأمل والأسطورة في نفوس الفلسطينيين؛ هروبه، رغم إعادة اعتقاله، شكّل علامة فارقة في مقاومة الأسرى.
قيادته العملية والتنظيمية للنزاع داخل السجون ألقت الضوء على قضايا الأسرى، حقوقهم، المعاملة الأمنية، الانتهاكات المحتملة، وأهمية التفاعل الشعبي والإعلامي معهم.