عاجل

لم يكن هذا اليوم عاديًا، ولم تكن قاعة القمة مجرّد مكان لتوقيع اتفاق، بل مسرحًا للتاريخ وهو يُكتب أمام العيون.
الثالث عشر من أكتوبر 2025 سيظل يومًا يقف فيه التاريخ شاهدًا على من راهن على الشرف والصدق والإيمان بالله، ومن اختار طريق المصلحة الشخصية والمناورة السياسية.

كنت هناك، بين الوفود والوفود، أتابع ملامح القادة ولغة العيون، لكنّ الأنظار كانت كلها تتجه نحو رجل واحد — عبد الفتاح السيسي — الذي وقف شامخًا كمن يقطف ثمرة تعب امتد لعامين من العمل المضني، والوساطات، والمواقف الثابتة التي لم تتبدل يومًا.

قالها السيسي مرارًا: “لا للتهجير، لا لتصفية القضية الفلسطينية”. لم يساوم، لم يعقد صفقة، ولم يساير تيارًا دوليًا جارفًا.
لم يهب إلا الله، مؤمنًا بأن من يسير على طريق الحق، ولو وحده، فإن الله ناصره. واليوم، شهدت شرم الشيخ على صدق ذلك الإيمان.

رأيته وهو يحيّي القادة بعد التوقيع، بابتسامة يعرف معناها كل من تابع تلك الرحلة. كانت لحظة انتصار هادئ، لا صخب فيها، لأن من يعمل من أجل الحق لا يحتاج إلى ضجيج.
في هذه القاعة، لم تُوقّع ورقة فقط، بل تم تثبيت مبدأ أن مصر لا تفرّط في القضايا العادلة، ولا تقبل أن تُصادر إرادة الشعوب تحت مسمّى السلام.

لقد تواصل الرئيس السيسي خلال العامين الماضيين مع كل زعيم، كل وسيط، كل طرف فاعل، مكرّرًا موقفه ذاته: لا للتهجير، لا لتصفية القضية. واليوم، حين جلست الأطراف المعنية لتوقّع وثيقة السلام، كانت هي نفسها البنود التي تمسّك بها السيسي منذ البداية، دون أن يتنازل أو يبدّل حرفًا.

وفي لحظة الختام، تردّد في داخلي قول الله تعالى:

“وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا.”

فقد ظهر الحق، وانتصر الموقف الشريف، وسقطت كل المزايدات.
13 أكتوبر لم يكن فقط يوم اتفاق، بل يوم انتصار لمبادئ رجل آمن أن الأمانة موقف، وأن الشرف ليس شعارًا بل فعلًا.

من شرم الشيخ خرجت رسالة واحدة إلى العالم:
مصر حين تقول “لا” للظلم، فإنها تكتب التاريخ من جديد.

تم نسخ الرابط