عاجل

خالد عكاشة: ليس لتركيا دور في عدم حضور نتنياهو لقمة شرم الشيخ للسلام

خالد عكاشة
خالد عكاشة

أكد العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن ما يثار حول دور تركيا في إلغاء حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي قمة شرم الشيخ للسلام غير صحيح، مشددًا على أنه لا توجد علاقة بين هذا القرار وأي مناسبة دينية يهودية تزامنت مع يوم القمة، موضحًا أن الحقيقة مختلفة عما يتم تداوله في هذا الشأن.

تصريحات خالد عكاشة على منصة "إكس"

قال عكاشة في تغريدته على "إكس": ليس صحيحًا أن لتركيا دورًا بارزًا في إلغاء حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي قمة شرم الشيخ للسلام، ولا علاقة لمناسبة دينية يهودية تزامنت مع هذا اليوم… الحقيقة.. الموضوع مصري خالص، بدأ من عند الرئاسة المصرية وانتهى بمعرفتها، ليغلق الباب أمام أزمة مركبة غير مطلوبة، في أقل من ساعة واحدة.

وأضاف: عفوًا.. ساذج جدًا من يظن أن هذا السيناريو لم يكن ضمن سيناريوهات مختلفة لأحداث غير متوقعة، كان الجانب المصري على أتم الاستعداد لمواجهتها بإجراءات محددة سلفًا، دقيقة وحاسمة، وأدوارها معلومة لأصحابها بمنتهى الدقة، وبدرجة تنسيق لا تقبل الخطأ.

السيناريو الأمريكي الإسرائيلي

وأوضح عكاشة أن السيناريو المقصود، هو أن يطلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعوة بنيامين نتنياهو للمشاركة بعد أن يبلغ الجانب المصري رسميًا موافقته على الحضور شخصيًا، وبعد تناقل وسائل الإعلام الأمريكية والعربية خبر حضور الرئيس الأمريكي لشرم الشيخ، يصبح الطلب الأمريكي حينها ضاغطًا على الإدارة المصرية إلى الحد الذي سيكون رفضه بمثابة تفجير للمؤتمر قبل انعقاده.

وأشار إلى أن القاهرة لم تستعد لهذا السيناريو فحسب، بل وضعت لنفسها ما هو أصعب كي تكون جاهزة لمدى أبعد، وهو ما إذا فتحت طائرة الرئاسة الأمريكية في شرم الشيخ، فإذا بالرئيس الأمريكي قد اصطحب رئيس الوزراء الإسرائيلي معه دون إخطار مسبق، في ظل أجواء احتفالية لصناعة وبناء السلام.

استعداد مصري كامل لمواجهة أي مفاجآت

أكد عكاشة أن لهذا السيناريو الكارثي الأصعب، كان الطاقم المصري جاهزًا أيضًا للحفاظ على سلامة واستقرار أعمال القمة، وهو بفضل الله ما لم يحدث.
وبالعودة إلى ما جرى بالفعل، قال إن الإجراءات المصرية المعدة سلفًا جرت على النحو التالي:

الرئيس المصري الذي سيتلقى طلب السماح بالحضور سيعطي موافقة للرئيس الأمريكي طالما أن الطلب جاء منه شخصيًا، وعلى الفور تُعلن رئاسة الجمهورية الأمر في بيان عاجل، وهذا ما جرى بالضبط كي يصل في التوقيت المناسب للطرفين الأمريكي والإسرائيلي بالتبعية.

الإجراءات الاستباقية والتنسيق العربي الأوروبي

أوضح عكاشة أن من ضمن سيناريوهات المواجهة للمفاجآت الصادمة، ما يسمى بالإجراءات الاستباقية، والتي كان على رأسها التأكيد على دعوة وحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، موضحًا أنه تم التنسيق في هذا الأمر مع الجانبين الأردني والفرنسي على نحو خاص، لضمان التوازن السياسي في تركيبة القمة.

الهدف المصري من إدارة الموقف

أضاف أن الهدف الأخير الذي أراد الرئيس المصري تحقيقه، هو عدم حضور بنيامين نتنياهو رغم الإعلان عن ذلك، ليصبح التكليف الرئاسي لطاقم العمل المعد سلفًا، أنه لا مجال سوى أن يكون عدم الحضور صادرًا عن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه، وبإرادة تتجاوز مقترح الرئيس الأمريكي.

أوضح أن الطاقم المكلف، الذي يعلم أدواره جيدًا، نجح في تحقيق المطلوب من خلال استثارة وتحريك تحفظ عدد من قادة الوفود المشاركة، لكن دون أن يمتلك أي منهم القدرة على المغادرة أو حتى التلويح بها رسميًا، وفي أقصى تقدير، كان يمكن تسريبها لوسائل الإعلام الخاصة به، وهو ما قام به الرئيس التركي، ولم يكن ليتجاوز أكثر من تلك الخطوة.

نجاح الطاقم المصري في إدارة المشهد

أشار عكاشة إلى أنه في حال نجح الطاقم المصري المكلف بنقل هذه المشاعر العدائية — ليس لتركيا وحدها، بل لدول أخرى مثل العراق وقطر وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا — ووصل هذا الأمر إلى نتنياهو شخصيًا، مع التأكيد على أن المساحة البروتوكولية التي ستمنح له في حال قرر القدوم إلى شرم الشيخ ستكون أضيق كثيرًا مما يظن، بل وستكون مدمرة فعليًا لنتائج زيارة الرئيس الأمريكي إلى إسرائيل.

أكد أن نجاح الطاقم المصري في نسج هذه الخيوط الناعمة حول إرادة رئيس الوزراء الإسرائيلي، في الوقت الذي كان فيه الإعلان الرسمي عن حضوره قد صدر بالفعل والموافقة المصرية على المائدة، هو ما انتزع التراجع من نتنياهو بإرادته الحرة المستقلة التي ليس لها علاقة بأي مناسبات دينية من أي نوع.

أضاف أن بنيامين نتنياهو علماني بامتياز، ولا يلقي بالًا لمثل هذه الأمور الدينية بالمرة.

إشادة بدور الرئاسة والطاقم المصري

اختتم العميد خالد عكاشة تغريدته قائلاً: كل الشكر ووافر التقدير والاحترام للرئاسة المصرية الرشيدة، وللطاقم المصري الرائع الذي لم يكف عن إبهارنا منذ جولات التفاوض وما جرى بها… مصر كبيرة، ووطن نفخر به.. وبكل نسمة هواء تسكن فضاءها الآمن الحر.

قمة شرم الشيخ للسلام

وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي، الأن، على وثائق اتفاقية وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك خلال أعمال قمة شرم الشيخ للسلام التي تُعقد الآن بمشاركة أكثر من 30 دولة ومنظمة دولية وإقليمية، بالإضافة إلى توقيع الرئيس التركي والرئيس القطري.


اتفاقية وقف إطلاق النار في قطاع غزة

تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الدولية الحثيثة لوقف الحرب في غزة، وفتح صفحة جديدة من السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، بدعم مباشر من الإدارة الأمريكية، وتحت رعاية مصرية فاعلة.

يعد التوقيع على هذه الوثائق تتويجًا لمساعي دبلوماسية مكثفة، وجاء ليؤكد على الدور المحوري لكل من القاهرة وواشنطن في دعم الأمن الإقليمي والعمل على إنهاء النزاعات المسلحة في المنطقة.

الوثيقة التي رفعها الرئيس ترامب

بحسب تحليل لشبكة "سي إن إن الأمريكية"، فإن صورة الوثيقة التي رفعها الرئيس الأمريكي أمام الصحفيين في قمة شرم الشيخ للسلام، يتضمن النصف العلوي من الصفحة عددًا من المساعي والالتزامات.

جاء النص المكتوب كالتالي: "نحن نسعى إلى التسامح والكرامة والفرص المتساوية لكل شخص وضمان أن تكون هذه المنطقة مكانًا حيث يمكن للجميع متابعة تطلعاتهم في سلام وأمن وازدهار اقتصادي، بغض النظر عن العرق أو المعتقد أو العرق"، كما جاء في الفقرة الأولى في الصفحة الأخيرة.

الصفحة الأخيرة التي رفعها ترامب

أشارت سي إن إن أن النصف السفلي من الصفحة يتضمن توقيعات وألقاب الزعماء الإقليميين ووسطاء اتفاق وقف إطلاق النار من مصر والولايات المتحدة وقطر وتركيا.

تم نسخ الرابط