ما مشروعية صيغ الصلاة على النبي ﷺ وفضل قول "سيدنا".. علي جمعة يوضح

أوضح الأستاذ الدكتور علي جمعة -عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية السابق- عبر صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، مشروعية الصلاة على النبي ﷺ بأي صيغة، وفضل لفظ "سيدنا" أو "سيدي" قبل اسمه الشريف.
وأكد علي جمعة أن الصلاة على النبي ﷺ تجوز بأي صيغةٍ تشتمل على معنى الصلاة والدعاء له، حتى وإن لم تكن مأثورة، مشيرًا إلى أن الصيغة الإبراهيمية تبقى الأفضل والأكمل، استنادًا إلى سؤال الصحابة للنبي ﷺ عن كيفية الصلاة عليه، فدلهم على هذه الصيغة المشهورة.
وأوضح الدكتور علي جمعة أن لفظ "سيدنا" من ألفاظ السيادة التي أجمع المسلمون على ثبوتها للنبي ﷺ، وقد ثبت إطلاقها عليه في أحاديث صحيحة، منها قوله: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر» [رواه مسلم]، كما ورد من إطلاق أصحابه الكرام هذا اللفظ في حضرته، ولم يُنكر عليهم.
وأشار فضيلته إلى أن بعض العلماء كالإمام الشرقاوي اعتبروا "سيدنا" عَلَمًا عليه ﷺ، وأن الإمام ابن عطاء الله السكندري قال في كتابه "مفتاح الفلاح": «وإياك أن تترك لفظ السيادة؛ ففيها سرٌّ يظهر لمن لازم هذه العبادة».
كما نقل فضيلته عن فقهاء الشافعية والحنفية وغيرهم، استحباب الإتيان بلفظ السيادة حتى في مواضع العبادات، كالصلاة والأذان، وأيد ذلك الإمام الرملي وابن حجر الهيتمي وغيرهما.
واختتم فضيلته المنشور بالتأكيد على أن الصلاة على سيدنا النبي ﷺ مفتاح الخيرات، وسببٌ للسعادة في الدارين، تقبل من المسلم وتعود عليه بالأجر، كما تُقبل من غير المسلم من حيث التوسل بنبينا ﷺ، دون ثواب له؛ لافتقاده شرط الإيمان.
سائلًا الله تعالى أن يرزقنا كثرة الصلاة عليه ﷺ، والانتفاع به في الدنيا والآخرة، ورفقته في الجنة.
أفضل صيغ الصلاة على النبي لقضاء الحوائج
- اللهم صلِّ أفضلَ صلاة وأكملها وأدومها، وأشملها، على سيِّدنا محمد عبدك الذي خصصته بالسيادة العامة فهو سيد العالمين على الإطلاق، ورسولك الذي بعثته بأحسن الشمائل وأوضح الدلائل ليتمم مكارم الأخلاق، صلاة تناسب ما بينك وبينه من القرب، الذي ما فاز به أحد، صلاة لا يعدُّها ولا يحدُّها قلم ولا لسان. ولا يصفها ولا يعرفها ملك ولا إنسان، صلاة تسود كافة الصلوات كسيادته على كافة المخلوقات، صلاة يشملنا نورها من جميع جهاتنا في جميع أوقاتنا ويلازم جميع ذراتنا في حياتنا وبعد مماتنا، وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار وسلم تسليمًا كثيرًا.
- اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلاَةً دَائِمَةً بَدَوَامِكَ. نقل المجد اللغوي عن بعضهم : لو حلف إنسان أن يصلي أفضل الصلاة على النبي ﷺ . قال المجد : ومختار بعضهم من الكيفيات "اللَّهم صِّل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاة دائمة بدوامك". [سعادة الدارين – الحرز المنيع من القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع]
- اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله ، وصلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد إنعام الله وإفضاله ، وصلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد صلاة تليق بجماله وجلاله وكماله ، وصلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وأذقنا بالصلاة عليه لذة قربه ووصاله ، وصلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه واجعلنا من الفائزين بمحبته وقربه ونواله وسلم تسليماً كثيراً.
- اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد صلاة تشفينا بها من كل داء، وتعطينا بها أحسن الجزاء، وتحفظنا بما حفظته من الظالمين والأعداء، وأنقذنا بحبه من جميع البلاء والغلاء، وطهر بها نفوسنا من الكبر والأهواء، واجمع شتات كل أمتنا من المخربين الأعداء، وأنقذنا بحبه من جميع المحن والأخطاء، وافتح علينا كما فتحت لنبينا في غار حراء، وعلى آله وصحبه أصحاب الوفاء والنقاء.
- اللَّهُم صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَدٍ صَلاَةً تُنْجِّينَا بِهَا مِنْ جَمِيعِ الأَهْوَالِ وَالآفَاتِ ، وَتَقْضِى لَنَا بِهَا جَمِيعَ الْحَاجَاتِ، وَتُطَهِّرُنَا بِهَا مِنْ جَمِيعِ السَّيِئَاتِ، وَتَرْفَعُنَا بِهَا أَعْلَى الدَّرَجَاتِ ، وَتُبَلِّغُنَا بِهَا أَقْصَى الغَايَاتِ، مِنْ جَمِيعِ الْخَيْرَاتِ، في الْحَيَاةِ وَبَعْدَ الْمَمَاتِ.
- اللهم صلَّ على سيدنا ونبينا ومولانا محمد سيد الأولين والآخرين، قائد الغر المحجلين ،السيد الكامل ،الفاتح الخاتم ، الحبيب الشفيع، الرؤف الرحيم، الصادق الأمين، السابق للخلق نوره ،ورحمة للعالمين ظهوره، عدد من مضى من خلقك ومن بقى ومن سعد منهم ومن شقى، صلاة تستغرق العد، وتحيط بالحد ،صلاة لا غاية لها ولا منتهى ولا انقضاء ،صلاة دائمة بدوامك ،باقية ببقائك ،وعلى آله وصحبه وأزواجه وذرياته وسلم تسليماً مثل ذلك .
المصريون أكثر الشعوب ارتباطًا بالجناب النبوي
من جانبه، قال الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، إن من أعظم الحقوق النبوية على أمة الإسلام هو الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ، وهو أمرٌ واردٌ بنص القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.
وأضاف ، أن الصلاة على النبي لا تعني فقط التلفظ بها، بل تشمل أيضًا التسليم له، والاستسلام والانقياد لسنته وتعاليمه، مؤكدًا أن هذه الأمور من أعظم الواجبات على الأمة المحمدية.
وأوضح الدكتور تمام أن الشعب المصري له خصوصية في محبة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من أكثر الشعوب التي تكثر من الصلاة عليه في جميع أحوالهم، قائلاً: "تجد المصريين، بفضل الله، دائمًا ما يربطون كثيرًا من الأمور بالصلاة على النبي، حتى في البيع والشراء، يقولون: (بالصلاة على النبي دي بكذا)، و(بالصلاة على النبي ساعدنا)، وغيرها من العبارات التي تعكس مدى تجذر حب النبي في نفوسهم".
وأشار إلى أن عقد المجالس الخاصة بالصلاة على النبي ﷺ أمر متوارث في مصر منذ القدم، وما زال مستمرًا حتى اليوم، قائلاً: "هناك مجالس تُعقد خصيصًا للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، شبه يومية، في كثير من المساجد والبيوت، وهذا فضل من الله وكرامة لهذه الأمة".
وأضاف أن الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف في مصر هو مظهر من مظاهر المحبة النبوية المتجذرة، ويشارك فيه الجميع، وهو أمر فريد لا نجده في أي دولة أخرى.