«فرحة لم تكتمل».. عائلة الجعفراوي تودع شهيد وتستقبل أسير

«وداع شهيد واستقبال أسير».. بهذه العبارة شهد بيت عائلة الجعفراوي في مخيم النصيرات مشهدًا لا يشبه سوى قدر الفلسطينيين، ففي الصباح الباكر، علا صوت التكبير في الحي حين وصل جثمان الشهيد الشاب العشريني صالح الجعفراوي، الذي ارتقت روحه إثر تعرضه لإطلاق نار مباشر من قبل عناصر مسلحة أثناء توثيقه آثار العدوان في حي الصبرة جنوب مدينة غزة.
استشهاد صالح الجعفراوي

في ذات البيت الذي غمره السواد والحزن صباح اليوم، لم تمر بضع ساعات حتى تبدل المشهد جزئيًا بعدما حملت الاقدار بشرى الإفراج عن شقيقه الأسير ناجي الجعفراوي بعد خمس سنوات قضاها في سجون الاحتلال.
الإفراج عن شقيق الشهيد الصحفي صالح الجعفراوي

خرج ناجي ولكن فرحته لم تكتمل حين أدرك أن من كان يحلم باحتضانه أولًا قد غاب تحت التراب قبل فك أسره بيوم واحد، فلم تعرف عائلة الجعفراوي هل تبكي علي ابنها الشهيد أم تفرح بعودة ابنها الأسير.
من هو الشهيد صالح الجعفراوي؟

ولد صالح عامر الجعفراوي، في 22 نوفمبر 1998 في قطاع غزة، وعمره عند الاستشهاد 26 عامًا، وعمل صحفيًا ومصورًا فلسطينيًا، وهو أحد أبرز الإعلاميين الذين اشتهروا بتوثيق معاناة المدنيين في غزة.
واشتهر بتغطيته الميدانية للعدوان الإسرائيلي على غزة عام 2023، وحينها أصبح رمزًا إعلاميًّا للمقاومة، إذ التقط مشاهد الدمار والمعاناة الإنسانية بعدسته، حاصدًا ملايين المشاهدات على منصات التواصل الاجتماعي، وقد واجه تهديدات مباشرة من سلطات الاحتلال الاسرائيلي بسبب نشاطه الإعلامي ، ومع ذلك واصل عمله، وقد اشتهر بأسلوبه المؤثر وتوثيقه اللحظات الصعبة من قلب الحدث.
وقد بدأ مسيرته المهنية مصورًا مستقلًا عام 2019، وبرز اسمه خلال عملية طوفان الأقصى على غزة في أكتوبر 2023، حين قرر التواجد في الصفوف الأمامية، موثّقًا القصف، ومتتبعًا الدمار، عارضًا معاناة الأطفال والنساء وكبار السن للعالم.
تجاوز عدد متابعي صالح الجعفراوي ثلاثة ملايين شخص على إنستغرام، إضافة لمتابعين على إكس ويوتيوب، وأصبح مصدرًا أساسيًا لفهم واقع غزة.
وقد استشهد صالح الجعفراوي اليوم الأحد، 12 أكتوبر 2025، في حي الصبرة بمدينة غزة.
آخر ما قاله صالح الجعفراوي قبل استشهاده
نشر الجعفراوي مقطع فيديو عبر منصته الخاصة بعد الإعلان عن اتفاق وقف الحرب على غزة والذي دخل حيز التنفيذ بموجب اتفاق شرم الشيخ قائلا:«والله بدكم مليون سنة حتى تكسروا هذا الشعب، من تاني يوم نزلت الجرافات والناس صارت تصلح البيوت لحالها