سمير غطاس: لو حضر نتنياهو وصافح أبو مازن لفقد الكثير بإسرائيل

قال سمير غطاس رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية ،خلال استضافته في برنامج "الحكاية" مع الإعلامي عمرو أديب المذاع عبر قناة MBCمصر، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان سيخسر كثيرًا داخل المجتمع الإسرائيلي لو شارك في قمة شرم الشيخ وصافح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن.
وأوضح غطاس أن نتنياهو يسعى إلى ترسيخ صورته داخل اليمين الإسرائيلي بأنه الزعيم الذي منع قيام الدولة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن مجرد مصافحته لأبو مازن كانت ستُعتبر ضربة قاسية لمكانته السياسية بين أنصاره والمتشددين في إسرائيل.
وأكد أن نتنياهو يدرك جيدًا أن أي خطوة باتجاه السلام أو التقارب مع الفلسطينيين قد تضعف موقفه الداخلي، لذلك فضل الغياب عن القمة حتى لا يظهر بمظهر المتراجع عن مواقفه المتشددة، مضيفًا أن “نتنياهو يريد أن يُخلّد اسمه في التاريخ بأنه الرجل الذي أوقف مشروع الدولة الفلسطينية”.
وفي نفس السياق ، قال الكاتب ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة المصرية للاستعلامات ، خلال استضافته في برنامج "الحكاية" المذاع عبر قناة MBC مصر، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعمد الغياب عن قمة شرم الشيخ للسلام، مستخدمًا ذريعة غير واقعية تتعلق بالأعياد اليهودية، رغم أن الظروف لا تمنع السفر أو المشاركة في فعاليات دولية.
أوضح رشوان أنه تواصل شخصيًا مع أحد المسؤولين الإسرائيليين المتخصصين في الشؤون الدينية اليهودية، وسأله بشكل مباشر عما إذا كانت هناك أي قيود دينية أو طقوس تمنع السفر خلال تلك الأيام، وجاء الرد قاطعًا: "لا يوجد أي منع ديني يحول دون السفر، وحتى في حال وجود طقوس خاصة يمكن تجاوزها عند الضرورة".
وأضاف أن هذا الرد يؤكد أن السبب المعلن لغياب نتنياهو عن القمة ليس دينيًا على الإطلاق، بل سياسي بحت، وجاء هروبًا من موقف محرج كان سيضعه أمام العالم.
ضغوط أمريكية وحرج أمام ترامب
وأشار رشوان إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مارس ضغوطًا واضحة على نتنياهو للمشاركة في القمة، مؤكدًا أن الموقف الأمريكي كان حازمًا تجاه ضرورة حضور جميع الأطراف الفاعلة.
وتابع: "ترامب أراد أن يظهر بمظهر القائد الجامع للأطراف في الشرق الأوسط، لكن نتنياهو خذله، وتهرّب بحجة واهية، ما وضعه في موقف حرج أمام الرأي العام الدولي وحتى أمام واشنطن نفسها".
الخوف من مصافحة أبو مازن
وأوضح رشوان أن السبب الحقيقي وراء غياب نتنياهو هو تجنّب مصافحة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) خلال القمة، خاصة أن جميع الزعماء المشاركين هناك مؤمنون بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
وقال: "نتنياهو كان يعلم أن مجرد ظهوره في قاعة واحدة مع أبو مازن سيشكل عليه ضغطًا هائلًا، خصوصًا إذا حدث تفاعل أو مصافحة أمام الكاميرات، فذلك كان سيعدّ بمثابة اعتراف ضمني بدولة فلسطين".