عاجل

عقب وفاته.. من هو ميمي الشربيني أيقونة التعليق المصري؟

ميمي الشربيني
ميمي الشربيني

توفي في الساعات الماضية المعلق الرياضي ميمي الشربيني نجم الأهلي ومنتخب مصر السابق بعد صراع من المرض.

ويعتبر المعلق الرياضي ميمي الشربيني هو أحد الأسماء البارزة في مجال التعليق الرياضي في العالم العربي، وقد استطاع أن يترك بصمة كبيرة في مجال الإعلام الرياضي المصري والعربي بفضل صوته المميز، وقدرته على نقل الحماسة والإثارة في المباريات، أصبح واحداً من أكثر المعلقين شهرة في تاريخ الرياضة المصرية. 

وفي هذا التقرير، سوف نستعرض حياة ومسيرة المعلق ميمي الشربيني، أسلوبه في التعليق، وأثره في الإعلام الرياضي.

النشأة والبداية

وُلد ميمي الشربيني في مصر، حيث كانت لديه شغف بالرياضة منذ الصغر، انطلق في عالم الإعلام الرياضي في وقت مبكر من حياته، وكان له شغف خاص بمباريات كرة القدم. 

بدأ ميمي الشربيني مسيرته كمعلق رياضي في السبعينات، عندما بدأ يظهر على الساحة الإعلامية في التلفزيون المصري، وكان هذا في فترة بدأت فيها الرياضة في مصر تأخذ طابعًا جماهيريًا، فقد كان التلفزيون المصري في ذلك الوقت يعتمد بشكل كبير على المعلقين المحليين لنقل المباريات الهامة، وكان ميمي الشربيني أحد الأسماء التي تألقت في هذا المجال.

أسلوبه في التعليق

تميَّز ميمي الشربيني بأسلوبه الفريد في التعليق على المباريات، كان يشتهر بتعليقاته المثيرة التي تعكس حماسة المباريات وأحداثها الجارية، مما يجعل المشاهد يشعر وكأنه جزء من الحدث الرياضي، كان يستخدم صوته القوي والواضح بشكل مذهل، وكان يُستطيع نقل الإثارة والتوتر الذي كان يحدث على أرض الملعب، مما يجعل المشاهدين في حالة ترقب دائم لمتابعة المباراة.

من أبرز سمات أسلوبه، استخدامه لعبارات قصيرة وسريعة كان لها تأثير قوي على الجمهور، على سبيل المثال، كان يستخدم عبارات مثل “آخر حبات عنقود الموهوبين- بابا نويل الكرة المصرية- إكسترا مهارات إكسترا حواس- حسام حسن من مواليد منطقة الجزاء- أعطي الإذن لقدمه اليسري بالتحدث- الجنرال حظ والمارشال توفيق يا جماعة- 90 دقيقة أشغال كروية شاقة تحت شعار اخدم نفسك بنفسك- التاريخ يا حازم يا إمام يرفع يديه للموهوبين وينسى دون اعتذار إنصاف اللاعبين- ياه على الكوره وإثارتها ياه على الكوره وحلاوتها- مدرب من أصحاب الكرافتات الشيك- بيعمل كل حاجة في الكورة ده ناقص يكلمها”.

كما كان يحرص على دمج التحليل الفني مع التعليق، فيتمكن من تقديم ملخص سريع حول أسلوب لعب الفرق أو اللاعبين، مما يثري التجربة الرياضية للمشاهد.

تطور مسيرته المهنية

بدأت مسيرة ميمي الشربيني تتسارع بعد أن أصبح واحدًا من أبرز المعلقين في التلفزيون المصري، شارك في تغطية العديد من البطولات الكبرى مثل كأس الأمم الإفريقية، التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وغيرها من البطولات العربية والدولية، وقد تميز في تعليقه على المباريات التي تجمع بين المنتخبات الوطنية المصرية في مختلف المسابقات، وأصبح صوتًا مألوفًا لعشاق كرة القدم في مصر.

من أبرز المحطات التي شهدت تألق ميمي الشربيني كان تعليقاته على المباريات المهمة التي خاضها منتخب مصر، سواء في تصفيات كأس العالم أو في البطولات الإفريقية، كما كان له دور بارز في تغطية المباريات المحلية مثل مباريات الدوري المصري الممتاز، وخاصة المباريات التي تجمع بين الأهلي والزمالك، والتي تعد من أكثر المباريات متابعة في العالم العربي.

تعليقه على المباريات الدولية

كان المعلق ميمي الشربيني حاضرًا أيضًا في عدد من المباريات الدولية الكبرى، من أبرز هذه المباريات تلك التي كانت تجمع بين المنتخبات العربية في البطولات الإقليمية مثل كأس الأمم الإفريقية، وكأس العرب، وكذلك التصفيات المؤهلة لكأس العالم، كان يتمتع بقدرة فريدة على نقل مشاعر الحماسة التي يعيشها المشجعون، وكان يساهم في خلق أجواء من الإثارة والحماس بين الجمهور، كما كان لديه قدرة على قراءة المباراة بشكل سريع ودقيق، مما يضيف للمشاهدين فهمًا أعمق لأحداث اللقاء.

تأثيره في الإعلام الرياضي

إن تأثير ميمي الشربيني في الإعلام الرياضي لا يقتصر فقط على تقديم التعليقات أثناء المباريات، بل يمتد ليشمل العديد من الجوانب الأخرى في الإعلام الرياضي؛ لقد ساعد في نقل التعليق الرياضي من مجرد نقل للأحداث إلى نوع من الفنون التي تتطلب قدرات خاصة في التواصل مع الجمهور، وقد كان دائمًا يتفاعل مع المباريات بشكل طبيعي وعفوي، مما أضاف سحرًا خاصًا إلى تعليقاته.

كما كان من المعلقين الذين ساهموا في رفع مستوى التعليق الرياضي في الإعلام العربي، حيث جمع بين الدقة والتحليل السريع، وكان يحافظ على مستوى عالٍ من الاحترافية في تقديم التقارير، إن تعليق ميمي الشربيني على المباريات لم يكن يقتصر فقط على الترفيه، بل كان أيضًا يحمل رسائل رياضية وفكرية، مما جعل العديد من المحللين الرياضيين يعتبرون تعليقاته دروسًا في كيفية نقل الأحداث الرياضية بشكل مهني.

تميز في البطولات الكبرى

من أبرز المحطات التي يتذكرها الجميع لميمي الشربيني هو تعليقه على نهائيات كأس الأمم الإفريقية التي فازت بها مصر عام 2010، فقد كان صوت ميمي الشربيني يزداد حماسة مع كل لحظة مثيرة في المباراة، وخصوصًا أثناء مباراة مصر وغانا في النهائي، حيث تألقت مصر وأسهمت في الفوز بالبطولة، كان تعليقه في تلك اللحظات مليئًا بالتشويق، وزادت عباراته من شدة الحماسة لدى الجماهير المصرية والعربية.

كما لم يكن ميمي الشربيني يقتصر على تعليقات المباريات فحسب، بل كان له حضور مميز في العديد من البرامج الرياضية التي كانت تُعرض على شاشة التلفزيون المصري، حيث كان يقدم تحليلات رياضية معمقة، ويعزز من ثقافة الجمهور حول الرياضة بشكل عام.

خصائص شخصية المعلق ميمي الشربيني

إن ما جعل ميمي الشربيني من المعلقين المميزين ليس فقط صوته الرائع وأسلوبه في التعليق، بل أيضًا شخصيته الفريدة التي عكست احترامه وحبه للمهنة، كان يتمتع بالهدوء والاتزان في تعليقاته، مما جعله مصدر ثقة للعديد من المشاهدين، بالإضافة إلى ذلك، كانت له قدرة كبيرة على التعامل مع ضغوط اللحظات المثيرة أثناء المباريات، وكان يحافظ على حضوره القوي رغم الأجواء الحماسية.

في الختام، يُعتبر المعلق ميمي الشربيني واحدًا من أبرز الأسماء في تاريخ التعليق الرياضي في العالم العربي بصوته المميز وأسلوبه الفريد في تعليق المباريات، استطاع أن يحقق شهرة واسعة في مصر والوطن العربي.

ترك ميمي الشربيني إرثًا مهمًا في الإعلام الرياضي، ولا يزال صوته يذكره جميع محبي الرياضة في المنطقة، ويظل جزءًا لا يتجزأ من الذاكرة الرياضية العربية.

تم نسخ الرابط