حماس تسلم جميع الرهائن الأحياء الـ 20 بصيص أمل يطل على المنطقة

شهدت المنطقة اليوم، لحظة مفصلية على الصعيد الإنساني، تزامنت مع انعقاد قمة السلام الدولية في شرم الشيخ، فقد أعلنت حركة حماس تسليم جميع الرهائن الإسرائيليين الأحياء المتفق على إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، والبالغ عددهم 20 رهينة حية، وقد جاءت عملية التسليم لتلقي بظلالها على الأجواء السياسية، مضيفةً بعداً إنسانياً ملحاً إلى القمة الهادفة لإنهاء الحرب في غزة.
تفاصيل عملية التسليم المزدوجة
أكدت البيانات الصادرة عن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني أن عملية التسليم بدأت بالفعل، فقد أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام “الشاباك” في بيان مشترك أنه تم نقل 7 رهائن إسرائيليين إلى الصليب الأحمر في غزة، كدفعة أولى، وأضاف البيان أن هؤلاء الرهائن "تم تسليمهم إلى قوات الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام في قطاع غزة"، وقد أكد الصليب الأحمر بدوره تسلّمه لهذه الدفعة من شمال القطاع.
وبعد فترة وجيزة، اكتملت عملية التسليم لجميع الرهائن الأحياء المتفق عليهم في هذه المرحلة، حيث استقبلت قوات الجيش الإسرائيلي العدد الكامل المتوقع البالغ 20 رهينة حياً، كانت حماس قد نشرت أسماءهم في وقت سابق، وتُعد هذه الخطوة إنجازاً هاماً ضمن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية، حيث يُتوقع أن تُقابل بإطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
أبرز تصريحات حماس الأخيرة حول تسليم الأسرى
على الرغم من إتمام عملية التسليم بنجاح، كانت تصريحات حركة حماس الأخيرة تركز على عدة محاور:
الوفاء بالالتزامات: أكدت الحركة أنها ملتزمة ببنود المرحلة الأولى من الاتفاق، بما في ذلك إطلاق سراح الرهائن الأحياء المذكورين في القائمة، وذلك في إطار جهودها لإنهاء العدوان ورفع الحصار.
الربط بين إطلاق الرهائن والأسرى الفلسطينيين: شددت الحركة مراراً على أن إطلاق الرهائن الإسرائيليين يأتي مقابل الإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، وتعتبر هذه الصفقة انتصاراً للمقاومة ولقضية الأسرى.
تأكيد الموقف التفاوضي: رغم التنازل الإنساني المتمثل في الإفراج، أكدت قيادات الحركة أن تسليم الرهائن لا يعني التراجع عن المطالب الأساسية المتعلقة بانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة وضمان مستقبل القطاع.
إن تسليم الرهائن الأحياء الـ 20 يُمثل بصيص أمل إنساني في وقت تحتدم فيه المفاوضات السياسية. ومع وصول قادة العالم إلى شرم الشيخ، يزداد الضغط على القمة لتحويل هذا النجاح الإنساني الجزئي إلى حل سياسي مستدام يضمن الأمن والاستقرار لجميع الأطراف في المنطقة، ومع اكتمال تسليم الرهائن، يتحول التركيز الآن إلى نتائج القمة وما إذا كانت ستنجح في بناء جسر من الثقة فوق الأنقاض.
خلفية قمة السلام في شرم الشيخ
تأتي عملية تبادل الأسرى في توقيت بالغ الأهمية، حيث تستضيف مدينة شرم الشيخ المصرية قمة سلام دولية تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار والبحث في خطط ما بعد الحرب، وربما التوصل إلى تسوية شاملة لإنهاء الصراع الدائر منذ عامين، وقد أكد وصول قادة وممثلين من أكثر من 20 دولة ومنظمة دولية، يتقدمهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على الأهمية القصوى لهذه القمة، وتُعقد القمة بجهود مصرية ودولية حثيثة تحت رعياة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتُعتبر محاولة جدية لوضع خريطة طريق للمنطقة، في ظل التدهور الإنساني غير المسبوق في قطاع غزة.