المراد من حديث "أحسنوا الصلاة على النبي".. دار الإفتاء توضح

أكدت دار الإفتاء أن إحسان الصلاة على النبي ﷺ لا يقتصر على الألفاظ المأثورة، بل يشمل كل صيغة تُعبر عن محبته وتعظيمه، وتُظهر مكانته العالية وشرفه الكامل. جاء ذلك في بيان لها تناول شرح حديث النبي ﷺ: «إذا صليتم علي فأحسنوا الصلاة»، والذي ورد بعدة روايات صحيحة عن الصحابة، منها ما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
وأوضحت الدار أن معنى "أحسنوا الصلاة" هو بلوغ الغاية في تعظيم النبي ﷺ عند ذكره، والتوسل إلى الله بأجمل العبارات وأكمل المعاني التي تليق بمقامه الشريف، مشيرة إلى أن هذا يشمل استخدام صيغ متنوعة من الصلاة على النبي، سواء المأثورة منها أو التي وضعها العلماء والأولياء عبر العصور.
وأضاف البيان أن ما ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من صيغة مطولة في الصلاة على النبي ﷺ يُعد دليلاً على مشروعية استخدام صيغ غير مقيدة بما ورد نصًّا، ما دامت تُظهر المقاصد الشرعية من الصلاة على النبي، وتُعبّر عن حبه وتعظيمه.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن هذا الفهم كان محل اتفاق بين العلماء، حيث قال الحافظ جمال الدين بن مسدي (ت 663هـ) –كما نقله عنه الحافظ السخاوي– إن جماعة من الصحابة ومن بعدهم ذهبوا إلى جواز استخدام صيغ مختلفة في الصلاة على النبي، بشرط أن تكون بليغة فصيحة، تعبّر عن المعاني العظيمة لشرف النبي ﷺ ومكانته.
واختتمت الدار بيانها بالتأكيد على أن الأمة الإسلامية قد تفننت على مر العصور في مدح النبي والصلاة عليه نثرًا وشعرًا، تعبيرًا عن حبها وولائها، وهو ما يُعد من أعظم القربات، لا سيما في زمن نحن أحوج ما نكون فيه إلى استحضار سنته والتعبير عن محبته.
أفضل صيغ الصلاة على النبي
- اللهم صلِّ أفضلَ صلاة وأكملها وأدومها، وأشملها، على سيِّدنا محمد عبدك الذي خصصته بالسيادة العامة فهو سيد العالمين على الإطلاق، ورسولك الذي بعثته بأحسن الشمائل وأوضح الدلائل ليتمم مكارم الأخلاق، صلاة تناسب ما بينك وبينه من القرب، الذي ما فاز به أحد، صلاة لا يعدُّها ولا يحدُّها قلم ولا لسان. ولا يصفها ولا يعرفها ملك ولا إنسان، صلاة تسود كافة الصلوات كسيادته على كافة المخلوقات، صلاة يشملنا نورها من جميع جهاتنا في جميع أوقاتنا ويلازم جميع ذراتنا في حياتنا وبعد مماتنا، وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار وسلم تسليمًا كثيرًا.
- اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلاَةً دَائِمَةً بَدَوَامِكَ. نقل المجد اللغوي عن بعضهم : لو حلف إنسان أن يصلي أفضل الصلاة على النبي ﷺ . قال المجد : ومختار بعضهم من الكيفيات "اللَّهم صِّل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاة دائمة بدوامك". [سعادة الدارين – الحرز المنيع من القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع]
- اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله ، وصلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد إنعام الله وإفضاله ، وصلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد صلاة تليق بجماله وجلاله وكماله ، وصلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وأذقنا بالصلاة عليه لذة قربه ووصاله ، وصلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه واجعلنا من الفائزين بمحبته وقربه ونواله وسلم تسليماً كثيراً.
- اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد صلاة تشفينا بها من كل داء، وتعطينا بها أحسن الجزاء، وتحفظنا بما حفظته من الظالمين والأعداء، وأنقذنا بحبه من جميع البلاء والغلاء، وطهر بها نفوسنا من الكبر والأهواء، واجمع شتات كل أمتنا من المخربين الأعداء، وأنقذنا بحبه من جميع المحن والأخطاء، وافتح علينا كما فتحت لنبينا في غار حراء، وعلى آله وصحبه أصحاب الوفاء والنقاء.
- اللَّهُم صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَدٍ صَلاَةً تُنْجِّينَا بِهَا مِنْ جَمِيعِ الأَهْوَالِ وَالآفَاتِ ، وَتَقْضِى لَنَا بِهَا جَمِيعَ الْحَاجَاتِ، وَتُطَهِّرُنَا بِهَا مِنْ جَمِيعِ السَّيِئَاتِ، وَتَرْفَعُنَا بِهَا أَعْلَى الدَّرَجَاتِ ، وَتُبَلِّغُنَا بِهَا أَقْصَى الغَايَاتِ، مِنْ جَمِيعِ الْخَيْرَاتِ، في الْحَيَاةِ وَبَعْدَ الْمَمَاتِ.
- اللهم صلَّ على سيدنا ونبينا ومولانا محمد سيد الأولين والآخرين، قائد الغر المحجلين ،السيد الكامل ،الفاتح الخاتم ، الحبيب الشفيع، الرؤف الرحيم، الصادق الأمين، السابق للخلق نوره ،ورحمة للعالمين ظهوره، عدد من مضى من خلقك ومن بقى ومن سعد منهم ومن شقى، صلاة تستغرق العد، وتحيط بالحد ،صلاة لا غاية لها ولا منتهى ولا انقضاء ،صلاة دائمة بدوامك ،باقية ببقائك ،وعلى آله وصحبه وأزواجه وذرياته وسلم تسليماً مثل ذلك .