عاجل

حين يصمت الصوت وتبقى الصورة.. صالح الجعفراوي يتصدر "إكس" شهيدًا للحقيقة

صالح الجعفراوي
صالح الجعفراوي

تحوّل اسم الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي إلى وسم متصدر على منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، عقب الإعلان عن استشهاده في حي الصبرة بمدينة غزة خلال تغطيته الميدانية لاشتباكات اندلعت بين فصائل مسلحة وعناصر متهمة بالتعاون مع الاحتلال.

وسرعان ما امتلأت المنصة بصور الجعفراوي وفيديوهاته، التي كان قد وثق فيها مآسي الحرب على غزة خلال الشهور الماضية، ليعبر كثير من المغردين عن حزنهم العميق لخسارة أحد أبرز الوجوه الإعلامية الميدانية، واصفينه بـ"عين غزة التي لا تنام"، و"الصوت الحر الذي فضح الاحتلال دون تزييف أو تجميل".

عين الحقيقة وصوت المكلومين

كان الجعفراوي، الذي استُهدف برصاص مباشر وفق ما أكدته مصادر ميدانية، يوثّق لحظات الدمار في منطقة تل الهوا جنوبي القطاع قبل اختفائه، وسط تضارب الأنباء حول مصيره لساعات، قبل أن تؤكد مصادر فلسطينية استشهاده متأثرًا بإصابته.

وانتشرت عبر منصات التواصل المُختلفة مقاطع فيديو مؤثرة من تغطيته خلال العدوان الأخير، خاصة تلك التي ظهر فيها ينقل لحظة انتشال الأطفال من تحت الأنقاض، أو توثيقه لأصوات الأمهات المفجوعات بأبنائهن، ما ضاعف من حجم التفاعل مع خبر استشهاده.

وكانت آخر كلماته التي شاركها على حساباته قبل أيام قليلة: "نحن نعيش الصدمة مرتين.. مرة لأننا نغطي القصف، ومرة لأننا نعرف من الذي مات"، وهي العبارة التي تداولها آلاف المستخدمين على شكل برقيات عزاء مصحوبة بهاشتاجات #صالح_الجعفراوي و#عين_غزة.

بينما المئات من زملائه الصحفيين في غزة والعالم العربي نعوه، مؤكدين أنه كان نموذجًا فريدًا في الميدان، لم يعتمد سوى على هاتفه وكاميرته، واستطاع أن ينقل الواقع للعالم بلغات عدة، جامعًا أكثر من 5 ملايين متابع قبل أن يتم استهدافه.

وفي ظل صمت دولي مستمر، طالب مغرّدون بفتح تحقيق دولي في استهداف الصحفيين في غزة، مؤكدين أن الجعفراوي لن يكون الاسم الأخير إذا استمر العالم في غض الطرف عن جرائم الاحتلال بحق الإعلاميين.

من هو صالح الجعفراوي؟

يعد صالح الجعفراوي (27 عامًا) من أبرز الوجوه الإعلامية الفلسطينية الشابة التي برزت خلال السنوات الأخيرة، إذ عرفه الجمهور العربي عبر مقاطع الفيديو التي كان يبثها من قلب الغارات والمجازر، ليصبح أحد أهم الأصوات التي نقلت معاناة غزة إلى العالم بلغات متعددة.

بدأ مسيرته كمصور حر في عام 2019، وبرز اسمه خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع عام 2023، حين وثق لحظات القصف الأولى وصرخات الناجين، مستخدمًا كاميرته وهاتفه كدرع في مواجهة الموت.

انتشرت تقاريره المصورة على نطاق واسع عبر إنستجرام وتيك توك ويوتيوب، قبل أن تُغلق حساباته أكثر من مرة بسبب ما وُصف بأنه “انتهاك لمعايير النشر”، وهي الحجة التي طالت العديد من الصحفيين الفلسطينيين الذين وثقوا جرائم الاحتلال.

كان صالح الجعفراوي قد كشف قبل أسابيع عن تلقيه تهديدات مباشرة بعد أن وصفه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بأنه “يستغل المآسي لتحقيق الشهرة”، وهي العبارة نفسها التي سبقت استهداف عدد من المراسلين الميدانيين مثل حسن إصليح وأنس الشريف، الذين استشهدوا في ظروف مشابهة.

وقد نجا الجعفراوي من إصابة خطيرة في يده عام 2024 أثناء تغطيته غارة استهدفت حي الشجاعية، لكنه واصل عمله متحديًا الخطر، قائلاً في إحدى مقابلاته: «الصحفي في غزة لا يختبئ من الموت، هو فقط يحاول أن يسبق الكاميرا بثانية قبل أن يسقط الركام عليه».

تم نسخ الرابط