عاجل

كلاهما مجبران على السلام.. من أرغم إسرائيل وحماس للجلوس على طاولة التفاوض؟

الرئيس السيسي وعباس
الرئيس السيسي وعباس ونتنياهو وترامب

وصلت حرب غزة إلى نهاياتها، بعد عامان من الصراع بين حماس وإسرائيل، والتي سيتكتب خاتمها بأيادي مصرية، في اجتماع دولي مهيب سيشهده العالم أجمع غدًا الاثنين، وهي قمة شرم الشيخ للسلام.

لماذا أجبرت إسرائيل على الجلوس على طاولة المفاوضات؟

وفقًا لصحيفة “Tehran times”، نقلًا عن المحلل السياسي الفلسطيني المتخصص في السلوك الاستراتيجي والسياسات الاستعمارية للنظام الصهيوني، أليف صباغ، فإسرائيل أرغمت على الجلوس على طاولة المفاوضات لثلاثة أسباب.

قال صباغ: “يُلبّي هذا القرار مطالب عائلات الرهائن وغالبية المجتمع الإسرائيلي الداعية إلى إطلاق سراح أحبائهم مهما كلف الأمر، وقد قُدّمت هذه المطالب إلى ترامب من قِبَل شخصيات أمريكية نافذة تدعم عائلات الرهائن الإسرائيليين، ومن بينها السيدة أديلسون، المقربة جدًا من ترامب”.

وأضاف المحلل الفلسطيني، أن أول سبب جعل إسرائيلي تريد التفاوض أنها واجهت إسرائيل ضغوطًا دولية هائلة، شملت عزلة سياسية في الأمم المتحدة وتهديدات حقيقية بفرض عقوبات اقتصادية من دول تُعتبر صديقة لها. 

وقد نُفذت بعض هذه العواقب بالفعل، مثل إلغاء عقود أسلحة وطرد دبلوماسيين إسرائيليين، وهي تطورات لاحظتها إدارة ترامب، ووصل الأمر إلى حد أن ترامب، في آخر محادثة له مع نتنياهو قبل قبول الاتفاق، قال له "لا يمكنك محاربة العالم أجمع".

أما السبب الثاني، فلقد أعطى ترامب نتنياهو الوقت الكافي لتنفيذ كل الإجراءات العسكرية الممكنة لهزيمة حماس، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل؛ وتوصل ترامب إلى استنتاج مفاده أن حماس لا يمكن القضاء عليها عسكريا وأن خطة نقل سكان غزة إلى سيناء فشلت أيضا، وكان مقتنعا بأن مصر أو الأردن أو أي دولة أخرى لن تقبل بالتهجير القسري للفلسطينيين.

وبالنسبة للسبب الثالث، فقد مارس جيش الاحتلال الإسرائيلي أيضًا ضغوطًا على القيادة السياسية، حيث أعرب رئيس الأركان مرارًا وتكرارًا عن مخاوفه من إجبار الجيش على البقاء في غزة - وخاصةً في المناطق المأهولة بالسكان - لفترة طويلة، وتكبد خسائر فادحة جراء الكمائن والعمليات العسكرية، وكانت هناك أسباب أخرى عديدة ساهمت في ذلك أيضًا.

لماذا أجبرت حماس على الجلوس على طاولة المفاوضات؟

أما بالنسبة لحماس، فلقد أرغمت على الجلوس لطاولة التفاوض لثلاثة أسباب أيضًا، حيث مارس قادة عرب ومسلمين ضغوطًا شديدة على الحركة، وقدموا ضمانات سياسية مكتوبة عربية وإسلامية وأمريكية في حال قبول حماس للمقترح، وتضمنت هذه الضمانات الإفراج عن أكبر عدد ممكن من المعتقلين الفلسطينيين، وخاصةً الغزيين المعتقلين بعد ٧ أكتوبر، بمن فيهم بعض الشخصيات النخبوية.

أما السبب الثاني، قال المحلل الفلسطيني أن ضمانات بأن يعلن ترامب انتهاء الحرب قبل تنفيذ المرحلة الأولى، وهو ما جعل حماس مطمئة بأن الحرب ستنتهي.

والسبب الثالث يتمحور حول الضمانات العربية والإسلامية، حيث أن التفسير العربي الإسلامي لخطة ترامب هو الذي سيتم تنفيذه، بل وتعديله حيثما كان ذلك ضروريا لضمان عدم وقوع غزة تحت الوصاية الدولية الغربية، وأن إعادة إعمارها ستشرف عليها أطراف عربية وفلسطينية، وفقًا لما قاله صباغ.

تم نسخ الرابط