محلل سياسي: قمة شرم الشيخ قد تحدد مصير المقاومة ومستقبل قطاع غزة
أكّد المحلل السياسي أحمد الحيلة على الأهمية البالغة لقمة شرم الشيخ، مشيرًا إلى دورها المحوري في الدفع نحو اتفاق سلام وإنهاء الحرب المستمرة في غزة.
وقال الحيلة في تغريدة له على صحابه بموقع التدوينات القصيرة "إكس": تنعقد غدا قمّة لـ 20 دولة في شرم الشيخ، ما يعطي زخما إضافيا لوقف العدوان على غزة.
وأضاف: في ذات السياق؛ المؤتمر سيضع مجموعة من التحديات أو الأسئلة الكبرى المتعلّقة بمستقبل قطاع غزة؛ فهل المؤتمر سيؤكّد على فلسطينية اليوم التالي وربط سلاح المقاومة بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وقيام دولته الفلسطينية أم سيدفع باتجاه نزع سلاح المقاومة، والوصاية والقوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية؟".
وتابع: من الأهمية أن تنحاز مصر والدول العربية لصالح الفلسطيني وحقه في إدارة شؤونه المعيشية والسياسية وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير مصيره، وأن لا تقع في شرك الإدارة الأمريكية الساعية لخلق وصاية دولية/أمريكية دائمة على الفلسطينيين بذريعة أنها مؤقّتة.
وفي هذا الساق، تشهد مدينة شرم الشيخ حالة من الاستنفار الكامل استعدادا لاستضافة قمة السلام التاريخية، التي يترقبها العالم بأسره وسط آمال كبيرة في إنهاء الحرب الدائرة بالمنطقة.
وقالت المذيعة إنجي طاهر، موفدة قناة إكسترا نيوز من شرم الشيخ، إن التحضيرات تتواصل ليلا ونهارا في جميع أنحاء المدينة، موضحة أن هناك استعدادات أمنية ولوجستية وتنظيمية مكثفة لضمان خروج القمة بصورة تليق بمكانة مصر ودورها الإقليمي.
وأضافت طاهر، خلال مداخلة مباشرة على الهواء، أن “اليوم هو يوم تاريخي بكل المقاييس، كنا منذ عامين ندعو أن نصل إلى هذه اللحظة، لحظة وقف الحرب، ونأمل أن تكلل هذه الجهود بالنجاح بفضل التحركات المصرية المكثفة والدعم الدولي المتزايد.”
تحول في الموقف الأمريكي
وأشارت موفدة "إكسترا نيوز" إلى أن ما يميز هذه القمة هو التغير الواضح في الموقف الأمريكي تجاه الأزمة، حيث بات أكثر دعمًا لجهود إنهاء الحرب، وأكثر ضغطًا على إسرائيل من أجل التوصل إلى اتفاق.
وأكدت أن هذا التحول في السياسة الأمريكية، الذي يتم تداوله على نطاق واسع في وسائل الإعلام الإسرائيلية، قد يمثل عاملا حاسما في إنجاح القمة المرتقبة، خاصة في ظل التنسيق المصري الأمريكي المكثف خلال الأسابيع الماضية.
خطاب مثير للجدل في تل أبيب
وتطرقت إنجي طاهر إلى الأجواء السياسية في تل أبيب، مشيرة إلى خطاب ألقاه السياسي الأمريكي ستيف ويتكوف أمام مئات الآلاف من الإسرائيليين أمس، والذي أثار ردود فعل متباينة.
وقالت إن “ويتكوف قوبل بتصفيق حار عندما تحدث عن دونالد ترامب، لكن الموقف انقلب تمامًا عندما ذكر بنيامين نتنياهو، حيث تعرض لهجوم شديد ولم يتمكن من استكمال كلمته وسط حالة من الغضب داخل الحشود.”
ترامب يشارك في القمة مع الرئيس السيسي
وأكدت طاهر أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سيلقي خطابا أمام الكنيست الإسرائيلي قبل أن يتوجه إلى شرم الشيخ للمشاركة في القمة، حيث من المقرر أن يترأسها بشكل مشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأوضحت أن الدعوات وُجهت إلى أكثر من 20 قائدًا من دول عربية وغربية وآسيوية، إضافة إلى حضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الذي سوف يعرض خلال الجلسة الافتتاحية ملف المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب.
شرم الشيخ على موعد مع لحظة فارقة
واختتمت إنجي طاهر حديثها بالتأكيد على أن جميع الأنظار تتجه إلى شرم الشيخ، التي تستعد لتكون مسرحًا لأهم حدث سياسي في المنطقة منذ سنوات، مضيفة أن الشارع المصري والعربي يعيش حالة من الترقب الممزوجة بالأمل بأن تكون هذه القمة بداية حقيقية للسلام وإنهاء معاناة الشعوب التي أنهكتها الحروب.
