اكتئابك قد يبدأ من خلية عصبية! دراسة تكشف التفاصيل

كشفت دراسة علمية جديدة عن وجود نوعين محددين من خلايا الدماغ، يظهران تغيرات واضحة لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب.
ويعتبر هذا الاكتشاف العلمي خطوة مهمة جدا، قد تفتح المجال أمام إيجاد علاجات تستهدف هذه الخلايا مباشرة، كما تقدم تفسير جديد لمرض الاكتئاب من الناحية البيولوجية.
إليك تفاصيل الدراسة ولمحة عن مرض الاكتئاب، في الآتي.
ما هو الاكتئاب وما عدد الأشخاص المصابين به في العالم؟
الاكتئاب هو حالة صحية نفسية شائعة تتميز بـ: مزاج منخفض أو بحالة من الحزن، فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت تسعد الشخص، شعور بالذنب أو انعدام الأمل، تغيرات في النوم أو الشهية، ضعف التركيز، وقد يمتد الأمر إلى أفكار انتحارية في بعض الحالات. لا يعد الاكتئاب فقط حزن عابر بل هو الاكتئاب.
وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية، إلى أنه يقدر أن حوالي 5.7% من البالغين في العالم يعانون من الاكتئاب.
وأكثر من 280 مليون شخص حول العالم يعانون من الاكتئاب.
والنساء أكثر تأثرا عن الرجال فالنسبة لدى النساء أعلى بوضوح.
تحليل الحمض النووي لأشخاص متوفين
اعتمد الباحثون على عينات نادرة من أنسجة دماغية بعد الوفاة، جمعت من بنك الدماغ الكندي دوغلاس بيل. وباستخدام تقنيات الجينوم على مستوى الخلية الواحدة، حلل العلماء الحمض النووي الريبي والحمض النووي لآلاف الخلايا الدماغية.
وأظهرت نتائجهم أن نوع من الخلايا العصبية المسؤولة عن تنظيم المزاج والتوتر، بالإضافة إلى نوع فرعي من الخلايا الدبقية الصغيرة (Microglia) المسؤولة عن التحكم في الالتهابات، يتأثران بشكل خاص لدى المصابين بالاكتئاب.
وقد ظهر عدد كبير من الجينات التي تعمل بطريقة مختلفة، في هذين النوعين من الخلايا مما يشير إلى وجود خلل في أنظمة عصبية رئيسية.
الاكتئاب مرض يجب التعامل معه بجدية
نتائج الدراسة الحديثة تؤكد على أن الاكتئاب ليس مجرد حالة نفسية أو عاطفية بل هو يرتبط بتغيرات بيولوجية قابلة للقياس في الدماغ.
ويسعى الباحثون، في المرحلة المقبلة، لدراسة كيفية تأثير هذه التغيرات الخلوية على وظائف الدماغ، وما إذا كان استهدافها قد يؤدي إلى تطوير علاجات أكثر فعالية للاكتئاب.
وقال توريتسكي: "هذا البحث يعزز ما تقوله علوم الأعصاب منذ سنوات، وهي أن الاكتئاب ليس مجرد شعور بل يعكس تغيرات حقيقية في الدماغ".
تعتبر هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فهم أعمق للاكتئاب، وتبديد الصور النمطية حوله، كما تشكل أمل لإيجاد حلول علاجية جديدة لهذا الاضطراب واسع الانتشار حول العالم.