من التقلبات المزاجية إلى التشخيص.. ما هو اضطراب ثنائي القطب عند النساء؟

من الأمراض النفسية المزمنة والتي تؤثر على المزاج العام للأشخاص هو اضطراب ثنائي القطب حيث تتراوح نوبات المريض بين نشاط مفرط وحماس شديد وصولا إلى حزن عميق واكتئاب.
ورغم أن نسب الإصابة متقاربة بين الرجال والنساء، إلا أن النساء يختبرن أنماطا وأعراضا قد تكون أكثر تعقيدا بفعل التغيرات الهرمونية وظروف الحياة.
وهذا الاضطراب قد يؤثر بشكل ملحوظ على العمل، العلاقات الاجتماعية، وحتى جودة الحياة اليومية.
اضطراب ثنائي القطب عند النساء
إليك كل ما يجب معرفته حول اضطراب ثنائي القطب عند النساء، حسب ما نشره تقرير لدورية Healthline المعنية بالصحة:
الأنواع الرئيسة للاضطراب
هناك ثلاثة أنماط أساسية وهي:
الاضطراب ثنائي القطب I، حيث تحدث نوبات هوس قد تستدعي دخول المستشفى.
الاضطراب ثنائي القطب II، ويشمل نوبات اكتئاب طويلة مع نوبات هوس خفيف، وهو أكثر شيوعا بين النساء.
اضطراب المزاج الذي تكون أعراضه أقل حدة لكنها مزمنة وتستمر لسنوات.
أعراض ثنائي القطب عند النساء
الأعراض الأساسية تشمل:
الهوس الخفيف والاكتئاب، والنوبات المختلطة والنساء غالبًا أكثر عرضة للاكتئاب، للهوس الخفيف، وللنوبات المختلطة مقارنة بالرجال. كما قد يظهر التقلب السريع للأعراض (أربع نوبات أو أكثر في السنة) بشكل أكبر بين النساء وفق healthline، ما يزيد مخاطر القلق والانتحار واضطرابات إضافية مثل قصور الغدة الدرقية.
عوامل الخطر الخاصة بالنساء
العوامل الوراثية والإدمان والصدمات الحياتية تزيد من احتمالية ظهور الاضطراب. لكن لدى النساء خصوصية إضافية تتمثل في التقلبات الهرمونية فيما يلي:
الدورة الشهرية
الحمل
سن اليأس
متلازمة ما قبل الحيض قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض أو عودة النوبات.
وترتبط النساء المصابات باضطراب ثنائي القطب بزيادة احتمالية الإصابة باضطرابات الأكل، السمنة الدوائية، الصداع النصفي، وأمراض الغدة الدرقية.
تشخيص ثنائي القطب عند النساء
التشخيص قد يكون صعبا بسبب تشابه الأعراض مع اضطرابات أخرى مثل فرط الحركة وتشتت الانتباه أو الفصام عند وجود أعراض ذهانية.
ويعتمد الأطباء على الفحص الجسدي، التاريخ الطبي والعائلي، والمقابلات مع المقربين.
وعند النساء، يزداد التعقيد بفعل تأثير الهرمونات على الحالة المزاجية، مما يجعل التشخيص الدقيق أكثر تحديًا.
العلاج
لا يوجد علاج نهائي، لكن يمكن السيطرة على الأعراض عبر مزيج من:
الأدوية: مثل مثبتات المزاج ومضادات الذهان ومضادات الصرع، مع متابعة للآثار الجانبية.
العلاج النفسي: لدعم الالتزام بالعلاج وتحسين التكيف مع الضغوط.
العلاج بالصدمات الكهربائية: خيار للحالات الشديدة، رغم آثاره الجانبية مثل فقدان الذاكرة.
كما يعد نمط الحياة الصحي مثل، النوم الكافي، الغذاء الجيد، تقليل التوتر جزءا أساسيا في الإدارة طويلة الأمد.
الدعم والرعاية الذاتية
الدعم الأسري والاجتماعي ضروري لفهم الحالة وتقليل عزل المريض. ينصح بانتظام الروتين اليومي
مراقبة العلامات التحذيرية المبكرة، وعدم التوقف المفاجئ عن العلاج.
ومجموعات الدعم سواء حضورية أو عبر الإنترنت توفر بيئة مساندة. في حال وجود أفكار سيئة، يجب طلب المساعدة الفورية عبر الطبيب أو خطوط الطوارئ المخصصة.
اضطراب ثنائي القطب عند النساء حالة معقدة تتأثر بالعوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية. ورغم التحديات، فإن التشخيص المبكر، العلاج المنتظم، والدعم المستمر تفتح بابا لحياة أكثر استقرارا.