عاجل

حسين حمودة: نجيب محفوظ قدّم تجربة إنسانية خالدة تجمع بين المحلية والعالمية

 الدكتور حسين حمودة
الدكتور حسين حمودة

قال الدكتور حسين حمودة، الناقد الأدبي الكبير، إن الأديب العالمي نجيب محفوظ استطاع أن يلتقط تفاصيل العالم المرتبط بالحارة المصرية والحي الجمالية، ويجسد من خلالها تجارب إنسانية كبرى تتناول قضايا الحب والعدل والتحرر والمصير الإنساني، موضحاً أن محفوظ نجح في تحويل الحارة إلى رمز للإنسانية كلها من خلال شخصياته وأحداثه الغنية.

وأضاف حمودة، خلال مداخلى عبر قناة اكسترا نيوز، أن نجيب محفوظ يمكن اعتباره مؤرخاً للحياة المصرية في فترات متعددة، لكنه لم يجسد التاريخ بروح المؤرخ التقليدي، بل من خلال تأثير الوقائع الكبرى على مصائر الشخصيات، مثل ثورة 1919 ومعاهدة 1936 والحرب العالمية الثانية، موضحا أن أعماله مثل الثلاثية جسدت التحولات الاجتماعية والسياسية من داخل التجربة الإنسانية اليومية، مما جعلها وثيقة أدبية نابضة بالحياة.

أعمال محفوظ ما زالت تعبّر عن الإنسان المصري حتى اليوم

وأكد حمودة أن شخصيات وأحداث روايات نجيب محفوظ ما زالت تعبّر عن المجتمع المصري المعاصر، لأن الكاتب قدّم نماذج إنسانية أصلية تتجدد عبر الأجيال. وأشار إلى أن تجارب الحب والفشل والنجاح والغيرة والبحث عن الذات التي تناولها محفوظ تظل مشتركة بين البشر في كل زمان ومكان، ولهذا يواصل الشباب قراءة أعماله والاقتباس منها حتى اليوم.

الذكاء الاصطناعي لا يمكنه إنتاج أدب حقيقي لأنه يفتقر إلى روح الإنسان

وفي حديثه عن مستقبل الرواية والذكاء الاصطناعي، أوضح حمودة أن الذكاء الاصطناعي حتى الآن ينتج نصوصاً متوسطة القيمة لأنها تعتمد على توليف نصوص سابقة دون إضافة جديدة، بينما الأدب الحقيقي يقوم على الخيال والتجربة الإنسانية والتأمل والبصمة الفردية للمبدع، وهي عناصر لا يمكن أن تحاكيها الآلة. وأضاف أن الإبداع الفني سيظل تجربة إنسانية خالدة لا يمكن استنساخها عبر البرامج أو الخوارزميات.

حمودة: الأدب سيبقى فعلاً إنسانياً متفرداً

واختتم الدكتور حسين حمودة حديثه بالتأكيد على أن الإبداع الأدبي الحقيقي سيبقى فعلاً إنسانياً فريداً، لأنه ينبع من الروح والمعرفة بالنفس البشرية، مشيراً إلى أن ما يميز العمل الأدبي العظيم هو الخيال الإنساني والقدرة على التقاط الجوانب الخفية في التجربة البشرية، وهي ما جعلت تجربة نجيب محفوظ خالدة ومؤثرة في كل الأجيال.

تم نسخ الرابط