مديرة بـ «الصحة العالمية»: النظام الصحي في غزة ينهار بشكل مخيف (فيديو)

حذرت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية المساعدة بمنظمة الصحة العالمية، من التدهور الحاد الذي يشهده القطاع الصحي في غزة نتيجة الحصار المستمر والاعتداءات المتكررة التي أدت إلى تدمير واسع للبنية التحتية الصحية.
وأكدت الدكتور حنان، خلال تصريح لها لقناة "القاهرة الإخبارية" أن النظام الصحي في القطاع يقترب من الانهيار الكامل إذا لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة لإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية وتوفير المستلزمات الطبية الأساسية.
تدمير المستشفيات والمعدات
وأوضحت بلخي أن المستشفيات في غزة تعاني من نقص حاد في المعدات الطبية وأجهزة العناية المركزة، فضلًا عن الأدوية الحيوية التي باتت شبه منعدمة نتيجة الحصار الخانق المفروض على القطاع منذ سنوات.
وأضافت أن الاعتداءات المتكررة على غزة أسفرت عن تدمير عدد كبير من المستشفيات والمراكز الصحية، مما تسبب في تقليص القدرة الاستيعابية للمؤسسات الصحية وأدى إلى عجزها عن تلبية احتياجات المرضى.
وتطرقت بلخي إلى حجم المعاناة الإنسانية في غزة، مشيرة إلى أن الأوضاع الصحية تزداد سوءًا مع استمرار ارتفاع معدلات الفقر والبطالة ونقص الغذاء والماء الصالح للشرب.
الأزمات الإنسانية والصحية
هذا، وأكدت أن هذه الأزمات تلقي بظلالها على السكان، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن، الذين يعانون من نقص الرعاية الصحية الأساسية وارتفاع معدلات سوء التغذية.
كما أوضحت أن برامج التطعيمات تواجه تحديات كبرى، نتيجة انقطاع الكهرباء ونقص الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات وحفظ اللقاحات، مما يزيد من خطر تفشي الأوبئة والأمراض المعدية في القطاع المكتظ بالسكان.
وأشارت إلى أن إعادة بناء المنظومة الصحية في غزة تتطلب قبل كل شيء تحقيق السلام والاستقرار، منوهه إلى أن استمرار الحصار والاعتداءات العسكرية يعوق أي جهود لإعادة إعمار القطاع الصحي أو تحسين الخدمات المقدمة للسكان.
دور المجتمع الدولي
وأضافت أن منظمة الصحة العالمية تدعو باستمرار إلى ضرورة التوصل إلى حلول سياسية شاملة تنهي معاناة الشعب الفلسطيني وتوفر بيئة آمنة ومستقرة تعزز التنمية وتضمن توفير الرعاية الصحية للجميع.
وشددت بلخي على أهمية دور المجتمع الدولي في دعم القطاع الصحي في غزة من خلال تقديم المساعدات المالية واللوجستية، وتوفير المستلزمات الطبية العاجلة، والعمل على تأمين ممرات آمنة لنقل المرضى والجرحى الذين يحتاجون إلى العلاج خارج القطاع.
وأشادت ببعض الجهود الدولية والإقليمية التي تسعى إلى دعم غزة، لكنها أكدت أن هذا الدعم ما زال غير كافٍ لتلبية احتياجات السكان المتزايدة في ظل تواصل التدهور الصحي.

تعزيز التعاون الدولي
ودعت جميع الأطراف إلى تعزيز التعاون الدولي والإقليمي لدعم غزة وضمان تحسين الخدمات الصحية في القطاع.
وأكدت أن الأزمة الصحية في غزة ليست مجرد أزمة محلية، بل هي مسؤولية إنسانية تتطلب جهودًا جماعية من أجل إنقاذ حياة الآلاف من السكان وتخفيف معاناتهم، مشددة على أن الصحة حق أساسي من حقوق الإنسان لا يجب أن يُحرم منه أي فرد بسبب الصراعات السياسية.