عاجل

الدكتور حنان بلخي: المنظومة الصحية الإقليمية تواجه تحديات كبرى (فيديو)

المنظومة الصحية الأقليمية
المنظومة الصحية الأقليمية

أكدت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية المساعدة في منظمة الصحة العالمية، أن الأنظمة الصحية في العديد من دول الإقليم تواجه تحديات كبيرة ومعقدة نتيجة تراكم الأزمات السياسية، والكوارث الطبيعية، والنزاعات المسلحة، فضلًا عن تأثيرات جائحة كورونا التي أثقلت كاهل الأنظمة الصحية وأثرت بشكل مباشر على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

أوضحت الدكتورة حنان، في تصريح خاص لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن دول الإقليم تواجه أوضاعًا صحية حرجة، خاصة في المناطق التي تشهد نزاعات وصراعات مسلحة مثل اليمن، وسوريا، والسودان، وليبيا. 

تأثير النزاعات والكوارث 

وأكدت أن البنية التحتية الصحية في هذه الدول تعرضت لأضرار بالغة نتيجة القصف والتدمير الممنهج للمستشفيات والمراكز الصحية، مما أدى إلى نقص حاد في المعدات الطبية والأدوية، بالإضافة إلى هجرة الكوادر الطبية المؤهلة بسبب غياب الأمن والاستقرار.

وأضافت أن هذه الأزمات لا تؤثر فقط على تقديم الخدمات الصحية الأساسية، بل تمتد إلى تعطيل برامج التطعيمات، والحد من قدرة الدول على الاستجابة للأوبئة والأمراض المعدية، مما يزيد من تفاقم الوضع الصحي.

وتطرقت إلى تأثير جائحة كورونا على الأنظمة الصحية في دول الإقليم، مشيرة إلى أن الجائحة كشفت نقاط الضعف في تلك الأنظمة، خاصة فيما يتعلق بالاستعداد لمواجهة الأزمات الصحية الطارئة، موضحة أن دولًا عديدة عانت من نقص شديد في أسرة العناية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي، بالإضافة إلى ضعف سلاسل التوريد للأدوية والمستلزمات الطبية.

تحديات جائحة كورونا

ورغم هذه التحديات، أشادت بلخي بالجهود التي بذلتها بعض الدول لتعزيز أنظمتها الصحية بعد الجائحة، مثل تطوير البنية التحتية الصحية، وتوسيع برامج التطعيم، وتعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة الأزمات الصحية المشتركة.

أكدت بلخي أن أحد أهداف منظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط هو تحقيق التغطية الصحية الشاملة، بحيث يتمكن جميع المواطنين من الحصول على خدمات صحية ذات جودة عالية دون التعرض لأعباء مالية مرهقة. 

وأشارت إلى أن تحقيق هذا الهدف يتطلب استثمارات مستدامة في القطاع الصحي، مع التركيز على تعزيز الرعاية الصحية الأولية، التي تعتبر حجر الأساس لأي نظام صحي قوي.

التضامن الإقليمي والدولي

وفي ختام تصريحها، دعت حنان إلى تعزيز التضامن الإقليمي والدولي لدعم الأنظمة الصحية في الدول المتضررة، سواء من خلال تقديم الدعم المالي واللوجستي، أو عبر تبادل الخبرات والتجارب الناجحة. 

كما أكدت على أهمية تعزيز التعاون بين الحكومات، ومنظمات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، لضمان تحسين الخدمات الصحية وتطوير قدرة الدول على الاستجابة للأزمات الصحية المستقبلية.

وشددت على أن تحسين المنظومة الصحية في الإقليم ليس مسؤولية دولة بعينها، بل هو مسؤولية جماعية تتطلب جهودًا منسقة لتخفيف معاناة الشعوب وتوفير مستقبل صحي أفضل للأجيال القادمة.

تم نسخ الرابط