مولد السيد البدوي 2025.. هل معهد القراءات الأحمدي يسبق إنشاء الأزهر؟

تحتفي الطرق الصوفية بمولد السيد البدوي، بمدينة طنطا، والذي انطلق الجمعة الماضي ويتواصل حتى نهاية الأسبوع الجاري، وفي ظل للحديث عن السيد البدوي أشارت المشيخة العامة للطرق الصوفية أمس إلى أن السيد البدوي هو صاحب أقدم معهد للقراءات يسبق في تاريخه الجامع الأزهر فما حقيقة ذلك؟
هل معهد قراءات السيد البدوي أقدم من الأزهر؟
الأزهر وُجد قبل مولد السيد البدوي بما يزيد على قرنين من الزمان، وهو ثابت بنصوصٍ موثقة من أئمة المؤرخين.
بينما جاء تاريخ تأسيس الأزهر الشريف بأمر الخليفة الفاطمي المعز لدين الله ببنائه، ونفّذ الأمر قائده الشهير جوهر الصقلي سنة 359 هـ / 970 م، كما ذكر ذلك المقريزي في "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار"، وأكد في كتابه الآخر "اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء" أن البناء تم في تلك السنة بعينها. وبدأت الدراسة فيه في عهد الخليفة العزيز بالله سنة 378 هـ / 988 م كما جاء في "الخطط التوفيقية" لعلي مبارك، ليصبح بعد ذلك منارة الإسلام الأولى وجامعة العلماء الكبرى على مرّ العصور.
بينما السيد أحمد البدوي رضي الله عنه، فقد وُلد في فاس سنة 596 هـ / 1200 م وانتقل إلى مصر ليستقر في طنطا، حيث توفي سنة 675 هـ / 1276 م، كما جاء في "قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر" لابن نقطة، وورد كذلك في "المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي" لابن تغري بردي ، و"شذرات الذهب في أخبار من ذهب" لابن العماد الحنبلي.
وبين هذين التاريخين فارقٌ يبلغ 237 سنة، فكيف يُعقل أن يُنشئ السيد البدوي معهداً قبل أن يُبنى الأزهر نفسه بقرنين ونصف؟!
متى موعد مولد السيد البدوي والليلة الختامية 2025؟
بدأت احتفالات الطرق الصوفية يوم الجمعة الماضي 10 أكتوبر، فيما يُقام المؤتمر الصوفي يوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025م بمنطقة سيجر عقب صلاة العشاء مباشرة، بينما تُقام الليلة الختامية يوم الخميس الموافق 16 أكتوبر 2025م.
من هو السيد البدوي؟
السيد البدوي هو أحمد أبن علي أبن إبراهيم أبن محمد أبن أبي بكر، وينتهي نسبه بـ"علي زين العابدين أبن الحسين"، ولقب بالسيد أحمد البدوي، وقد هاجر أجداده من الحجاز إلى أرض المغرب في عام 73 هجرية في عصر الدولة الأموية بعدما زاد اضطهاد الحجاج أبن يوسف الثقفي للعلويين.
استقرت أسرته في مدينة فاس بالمغرب حتى القرن السادس هجريا، أي ما يقارب 500 عام، وتزوج جده الشريف إبراهيم ابنة شقيق السلطان، وأنجبت منه علي الذي تزوج فاطمة بنت محمد أحمد أبن مدين وأنجبت منه 6 أبناء آخرهم كان أحمد بن على، الملقب بأحمد البدوي، والذي ولد في عام 596هجريًا/1199ميلاديًا بمدينة فاس.
بدأت رحلة البدوى عقب اضطراب الأوضاع في المغرب عقب قيام دولة الموحدين، ليعود اضطهاد العلويين مرة أخري وهاجر بصحبة والده وأسرته إلى الحجاز لأداء فريضة الحج، واستقرت الأسرة 6 سنوات بمكة في عهد الملك العادل شقيق صلاح الدين الأيوبي، وكان عمر أحمد البدوى 13 عامًا عندما توفي والده لتتغير حياته، فقد عكف على العبادة، واعتزل الناس وعاش في صمت ورفض الزواج ولم يكن يتحدث سوى قليل وكان يضع لسام على وجهه كعادة البدو من أهل المغرب، ولذلك لقب بالبدوي، وعكف في عزلته على دراسة تعاليم أمامي الصوفية في العراق عبدالقادر الجيلاني وأحمد الرفاعي.
كما قرر أحمد البدوي الرحيل من مكة إلى العراق في نهاية الثلاثينات من عمره وانتقل إلى الموصل والتقى بسيدة تسمى فاطمة بنت بري وهي سيدة حاولت إغواءه بجماله الشديد ولم تستطع فعاشت هي وقبيلتها تتعبد على طريقة وتعاليم أحمد البدوى.
الله الله يابدوي جاب اليسري
وعاد السيد البدوي للحجاز وفي مطلع الأربعينات من عمره جاء إلى مصر في مدينة طنطا بعدما شاهد رؤية في منامه ثلاث مرات أمر فيها بالسير إلى طنطا وقيل له في الرؤية :"سر إلى طنطا فإنك تقيم فيها وتربى رجالًا وابطالًا".
وجلس مع الشيخ ركين التاجي واستقر معه 12 عامًا، ثم انتقل إلى دار ابن شحيط وهو شيخ الناحية بطنطا، وخلال الغزوات الصليبية المتكررة على مصر عرف عنه العودة الأسرى المحتجزين لدى الحملات الصليبية ليلًا وكان يستقبله أهل البلاد قائلين" الله الله يابدوي جاب اليسري".
وتوفي في عام 675 هجرية دفن داخل ذلك المنزل، وأقام أحد تلاميذه بجوار قبره خلوة وتحولت فيما بعد إلى زاوية عرفت بالأحمدية.
وقد ظلت الزاوية الأحمدية على وضعها حتى عصر السلطان الأشرف قايتباي وأقام على الضريح قبة وأقيمت مئذنة للزاوية وتجدد المقام الأحمدي في القرن ال12 هجريا، ثم جاء علي بك الكبير في عام 1760 ميلادي وبني مسجد كبير بجوار ضريح البدوي ووضع 3 قبب كبيرة ومقصورة من النحاس نقش عليها اسم ونسب السيد البدوى، وإليه تنسب الطريقة البدوية ذات الراية الحمراء، لُقب بالبدوى لأنه كان دائم تغطية وجهه باللثام مثل أهل البادية، وله الكثير من الألقاب، أشهرها شيخ العرب والسطوحي.