أصحاب النبي|الزبير بن العوّام حواريّ رسول الله وابن عمته وأحد المبشرين للجنة

اختار الله سبحانه وتعالى لرسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رجالا ونساء اصطفاهم من بين البشر، فكانوا خيرَ أصحابٍ لنبي هو خير الخلق، حملوا راية الدعوة، ونشروا نور الإسلام في الآفاق، وضحّوا بأنفسهم وأموالهم في سبيل الله.
هؤلاء هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين زكَّاهم القرآن الكريم بقوله تعالى:«وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ» [التوبة: 100].
ومن بين هذا الجيل العظيم ,الزبير بن العوام حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن عمته صفية بنت عبد المطلب، وهو العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى بعد مقتل عمر.
مولده
ولد الزبير بن العوام في مكة، وتوفي والده وهو صغير، فتربى في كنف ورعاية أمِّه السيدة صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها وكانت تربيه تربية حازمة، كي يكون مقاتلا شجاعا، يستطيع أن يدافع عن قومه، كي يكون عوضا عن أبيه الذي قتل في حرب الفجار قبل الإسلام.
وعندما بلغ عمر الزبير ست عشرة سنة أسلم وصار من أوائل من دخلوا في الإسلام، وتعرَّض للابتلاء في أول إسلامه، حيث تعرَض لتعذيبٍ شديدٍ في سبيل دينه، وكان الذي تولى تعذيبه عمه، كان يلفه في حصير، ويدخن عليه بالنار كي تزهق أنفاسه، ويناديه وهو تحت وطأة العذاب: أكفر بربِّ محمد أدرأ عنك العذاب، فيجيبُه الزبير في تحد رهيب: والله لا أعود لكفر أبدا.
هجرة الزبير بن العوام
كان الزبير بن العوام من المهاجرين إلى الحبشة، ، وهاجر إلى المدينة مع زوجه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها ، فولدت له أول مولود للمسلمين في المدينة عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، ثم مصعب رضي الله عنه.
مناقبه
كان أول من سل سيفا في سبيل الله؛ فعن عروة وابن المسيب قالا: أول رجل سلَّ سيفه في سبيل الله الزبير، وذلك أن الشيطان نفخ نفخة، فقال: أُخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأقبل الزبير رضي الله عنه يشق الناس بسيفه، والنبي صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة.
حواري رسول الله
حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيا، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ» رواه الشيخان.