حين دوّت صيحة النصر.. «الوثائقية» تعرض فيلمًا تسجيليًا لحظة عبور المصريين

تعرض فضائية «الوثائقية» الفيلم الوثائقي «بارليف نهاية وهم إسرائيلي»، فبكلمات خالدة لن تُمحى من ذاكرة الوطن، أعلنت مصر في تمام الساعة الثانية وخمس دقائق من ظهر السادس من أكتوبر بدء أعظم معركة في تاريخها الحديث، لتسطر صفحة جديدة من المجد والبطولة.
فقد انطلقت القوات المصرية في توقيت واحد على امتداد 172 كيلومترًا من الجبهة، في عملية عسكرية دقيقة ومحكمة التخطيط، جمعت بين الشجاعة والعلم والإيمان.
كتائب الأبطال تتحرك عبر قناة السويس
وتحركت كتائب الأبطال عبر قناة السويس، مستخدمة الجسور الخشبية والمعدات البرمائية، في مشهد بطولي سيظل رمزًا للقدرة المصرية على تحويل المستحيل إلى واقع، وكانت لحظات العبور لحظات مجدٍ خالص، إذ امتزجت فيها دموع الفخر بصيحات التكبير التي دوّت في الأفق، لتعلن أن ساعة التحرير قد حانت.
المقاتل المصري هو البطل الحقيقي
أما المقاتل المصري، فكان هو البطل الحقيقي لهذه الملحمة، يحمل على كتفيه أكثر من 50 كيلوجرامًا من السلاح والمؤن والعتاد، ويصعد الساتر الترابي بكل عزم وثبات، متحديًا نيران العدو التي حاولت عبثًا إيقاف زحفه المقدس، لم يتراجع ولم يتردد، بل واصل التقدم ليقتحم النقاط الحصينة للعدو ويؤمّن رؤوس الكباري داخل سيناء، فاتحًا الطريق أمام زملائه لمواصلة النصر.
إرادة وروح لا تعرف المستحيل
بهذه الإرادة الحديدية والروح القتالية التي لا تعرف المستحيل، كتب الجيش المصري في السادس من أكتوبر ملحمة العبور المجيدة، التي لم تكن مجرد انتصار عسكري، بل كانت استعادة للكرامة الوطنية وإحياءً لروح الأمة، التي أثبتت للعالم أن مصر لا تُهزم حين تتوحد إرادتها خلف راية الوطن.
وفي سياق أخر، قال العميد الدكتور طارق العقاد، الخبير الاستراتيجي والاقتصادي العسكري، إن نصر أكتوبر عام 1973 كان ثمرة تكاتف "شعب مصر بأكمله" خلف قيادته وقواته المسلحة.
"النصر لا يُمنح، بل يُنتزع"
وأكد العقاد خلال حواره مع الإعلامية عزة مصطفى عبر برنامجها "الساعة 6" المذاع على قناة الحياة، أن هذا التلاحم الوطني يمثل "الدرس الأهم" الذي يتعين على الأجيال الحالية والمستقبلية استلهامه.
وأوضح الخبير الاستراتيجي أن "النصر لا يُمنح، بل يُنتزع"، مضيفا أن انتزاع النصر في 73 استلزم توافر ثلاثة عناصر رئيسية هي: "قوة عسكرية قادرة، وتكاتف مؤسسات الدولة، وجبهة داخلية موحدة وصلبة".
وتابع: "أن الشعب المصري كان شريكًا أصيلًا في النصر، من خلال "سندات الجهاد" والتفافه حول جيشه، مما أدى إلى صناعة ملحمة وطنية متكاملة.