عاجل

فسيخ ورنجة وبطارخ.. إقبال كثيف على محلات الأسماك المملحة في طنطا

الاقبال على الفسيخ
الاقبال على الفسيخ فى عيد الفطر المبارك

تشهد محلات الأسماك المملحة بمدينة طنطا، عاصمة محافظة الغربية، إقبالًا كبيرًا خلال عيد الفطر المبارك، حيث يعد شراء الفسيخ والرنجة والسردين كعادة متوارثة بين الأهالي، تعكس تراثًا غذائيًا متجذرًا في وجدانهم. فبمجرد انتهاء شهر رمضان، يتجه المواطنون إلى الأسواق لشراء هذه الأصناف، معتبرينها وجبة رئيسية في أول أيام العيد.

عادة متوارثة وجزء من الهوية

يرتبط تناول الأسماك المملحة في طنطا بموروث شعبي قديم، إذ يفضل الأهالي تناول الفسيخ والرنجة كنوع من التغيير بعد شهر كامل من الصيام، حيث تغيب هذه الأطعمة عن الموائد الرمضانية نظرًا لملوحتها العالية. كما يعتقد البعض أن تناولها يسهم في استعادة النشاط بعد الصيام.

يقول الحاج محمود، صاحب أحد محلات الفسيخ الشهيرة بطنطا: "كل سنة بنكون مستعدين للعيد قبلها بفترة طويلة، لأن الطلب على الفسيخ والرنجة بيزيد بشكل كبير. الزبائن بتيجي من كل مكان، وبيحرصوا على شراء الأنواع الجيدة لضمان جودة الطعم".

الاستعدادات المبكرة والتحديات

يبدأ أصحاب محلات الأسماك المملحة في تجهيز بضاعتهم قبل العيد بأسابيع، حيث يتم تمليح الأسماك بعناية وفقًا لطرق تقليدية لضمان جودتها. كما يشهد سوق الأسماك في طنطا انتعاشًا ملحوظًا في الأيام الأخيرة من رمضان، حيث يحرص الأهالي على شراء الفسيخ والسردين والرنجة من أماكن موثوقة.

ورغم الإقبال، يواجه التجار تحديات عديدة، منها ارتفاع أسعار الأسماك الخام، وزيادة تكاليف التخزين والتجهيز. ومع ذلك، يظل الطلب على هذه الأطعمة في تزايد مستمر، خاصة أن العائلات تعتبرها جزءًا لا يتجزأ من احتفالات العيد.

إقبال كبير على الفسيخ والبطارخ

من جانبه، أوضح الحاج أحمد عبد العال، أحد تجار الأسماك المملحة في طنطا، أن الإقبال هذا العام لم يقتصر على الفسيخ والرنجة فقط، بل شمل أيضًا البطارخ، التي أصبحت خيارًا مفضلًا لدى بعض الأسر. وأضاف: "الزبائن بتبحث عن الفسيخ عالي الجودة، وكمان في ناس كتير بقت تشتري البطارخ لرغبتهم في تجربة حاجة جديدة ومختلفة في العيد".

طقوس اجتماعية مرتبطة بالفسيخ

في الكثير من البيوت الطنطاوية، يُعد تناول الفسيخ والرنجة طقسًا عائليًا، حيث تجتمع الأسر حول المائدة بعد صلاة العيد لتناول وجبة "الفسيخ والرنجة بالليمون والبصل"، وسط أجواء من البهجة. وتحرص بعض العائلات على شراء كميات كبيرة لتوزيعها على الأقارب والجيران، تعبيرًا عن الفرحة بالمناسبة.

ورغم التحذيرات الصحية التي تخرج كل عام بضرورة الحذر من الفسيخ الفاسد، فإن الأهالي يتمسكون بهذه العادة، معتبرين أن الخبرة في اختيار الأنواع الجيدة كفيلة بتجنب أي مشكلات صحية.

إقبال لا يتغير عبر السنين

يبقى عشق أهالي طنطا للأسماك المملحة متجذرًا، حيث يمر الزمن وتتغير العادات، لكن يظل الفسيخ والرنجة والبطارخ حاضرَين على موائد العيد، في مشهد يعكس ترابط العائلات وحفاظها على تراثها الغذائي.

تم نسخ الرابط