عاجل

انتشار الكلاب الضالة في دمياط يثير مخاوف الأهالي واستجابة رسمية محدودة

انتشار الكلاب في
انتشار الكلاب في الشوارع

تشهد مدينة دمياط ، في الأيام الأخيرة حالة من القلق المتزايد بين سكانها نتيجة الانتشار الملحوظ للكلاب الضالة في الشوارع والأحياء السكنية والمناطق الخدمية، حيث أصبحت تلك الكلاب تتجول بحرية في مختلف أرجاء المدينة ليلاً ونهاراً، ما أثار الذعر بين المواطنين، خاصة الأطفال وكبار السن الذين يتعرضون لمطاردات أو نباح مفاجئ أثناء تنقلهم اليومي. 

وازدادت الشكاوى خلال الأسابيع الماضية من مناطق متعددة أبرزها الحي الرابع والمنطقة المركزية والمجاورة السادسة، حيث أكد الأهالي أن أعداد الكلاب تضاعفت بشكل لافت، خصوصاً في المناطق القريبة من صناديق القمامة أو الأراضي الفضاء التي تُعد مأوى لتلك الحيوانات.

ويشير عدد من السكان إلى أن الظاهرة لم تعد مجرد مصدر إزعاج، بل تحولت إلى خطر صحي حقيقي، إذ تم تسجيل بعض حالات العقر في فترات سابقة، ما أعاد إلى الأذهان حوادث مماثلة في محافظات أخرى.

 وأوضح الأهالي أن الخوف الأكبر يتمثل في احتمال انتشار مرض السعار نتيجة احتكاك الكلاب الضالة بالحيوانات المنزلية أو الأطفال أثناء اللعب في الشوارع، كما أعرب أولياء الأمور عن خشيتهم من خروج أبنائهم إلى المدارس أو الدروس المسائية في ظل غياب أي إجراءات واضحة للحد من الظاهرة.

وفي هذا السياق، أعلنت الوحدة المحلية لمدينة دمياط عن بدء تنفيذ حملة ميدانية موسعة لتحصين الكلاب الضالة ضد مرض السعار، بالتعاون مع مديرية الطب البيطري وجمعيات الرفق بالحيوان، في إطار الخطة القومية التي تهدف إلى جعل مصر خالية من مرض السعار بحلول عام 2030. 

وذكرت مصادر  أن الحملة شملت بالفعل عدة أحياء، وتم خلالها تحصين نحو ثمانين كلباً باستخدام أساليب علمية وإنسانية تعتمد على التهدئة واللقاح بدلاً من القتل العشوائي، وذلك للحفاظ على التوازن البيئي وتطبيق معايير الرفق بالحيوان المعتمدة دولياً.

وأضاف المصدر أن فرق العمل الميدانية تجوب المدينة يومياً لرصد تجمعات الكلاب الجديدة، وتحديد أماكن انتشارها بدقة، خاصة في المناطق غير المأهولة أو القريبة من الأسواق والمناطق الصناعية، مؤكداً أن هناك خطة لتكرار تلك الحملات بشكل دوري حتى يتم السيطرة على الظاهرة بشكل كامل. وأشار إلى أن الجهاز يتلقى بلاغات المواطنين عبر صفحاته الرسمية وخطوطه الساخنة للتعامل السريع مع أي تجمعات خطيرة أو حوادث عقر يتم الإبلاغ عنها.

من جانبها، ناشدت مديرية الطب البيطري بدمياط المواطنين بضرورة التعاون مع الجهات المختصة، وعدم ترك بقايا الطعام في الشوارع أو بالقرب من صناديق القمامة لأنها تجذب الكلاب وتزيد من أعدادها.

 كما شددت المديرية على أهمية توعية الأطفال بعدم استفزاز الكلاب أو الاقتراب منها، مؤكدة أن التعامل الإنساني لا يعني تجاهل الخطر، بل التوازن بين الرحمة والحماية العامة.

وفي المقابل، يرى عدد من المواطنين أن الجهود الرسمية لا تزال محدودة مقارنة بحجم المشكلة، وأن المدينة بحاجة إلى خطة متكاملة تتضمن حملات توعية في المدارس والنوادي، إلى جانب دعم الجمعيات المتخصصة في التعامل مع الحيوانات الضالة بأساليب آمنة ومستدامة.

 كما طالب البعض بإنشاء مأوى دائم داخل حدود المدينة لإيواء الكلاب التي يتم جمعها بدلاً من إعادتها إلى نفس المناطق بعد التحصين، معتبرين أن الحل الوقائي وحده لا يكفي دون معالجة بيئية واجتماعية شاملة.

ويؤكد الأهالي أن دمياط  كانت وما زالت من المدن الهادئة والمنظمة التي تجذب الأسر الشابة، وأن استمرار مشكلة الكلاب الضالة يهدد مظهرها الحضاري ويؤثر على الإحساس بالأمان العام، خصوصاً في الأحياء الجديدة التي ما زالت في مرحلة الإعمار.

 

تم نسخ الرابط