مصر تتصدر توليد الطاقة الكهربائية في المنطقة العربية بفضل مشروعات الطاقة

احتلت مصر مركزًا متقدمًا من حيث إجمالي توليد الطاقة الكهربائية في المنطقة العربية، وفقًا لتقرير المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات، حيث بلغ إجمالي الطاقة المُولَّدة خلال عام 2024 نحو 207 تيراوات/ساعة، مع تقديرات بارتفاعها إلى حوالي 214 تيراوات/ساعة بنهاية عام 2025، ووصولها بحلول عام 2030 إلى نحو 259 تيراوات/ساعة، وذلك وفقًا للتقرير.
تفاصيل مشروعات الطاقة المتجددة
جاء ذلك وفقًا لما نشرته الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء، مُشيرة إلى تحقق هذا النمو بفضل مشروعات ضخمة، أبرزها مشروعات الطاقة المتجددة، والتي منها محطة الزعفرانة لطاقة الرياح، ومجمع بنبان للطاقة الشمسية، ومحطات جبل الزيت لطاقة الرياح، وغيرها، مما يعزز جهود الدولة لتلبية الطلب المحلي على الكهرباء.
وفي هذا السياق، أكد المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، أن مصر تمتلك المقومات كافة التي تؤهلها لأن تكون مركزًا إقليميًا لتداول الطاقة، مشيرًا إلى أن الموقع الاستراتيجي لمصر يمنحها ميزة تنافسية فريدة، إلى جانب امتلاكها بنية تحتية بترولية "لا مثيل لها في المنطقة".
أضاف في لقائه بالإعلامي أسامة كمال، ببرنامج "مساء dmc" المذاع على قناة dmc، مساء الثلاثاء، أن مصر تتمتع ببيئة جاذبة للاستثمار في مجالات الطاقة المختلفة، وتتعاون مع كبرى الشركات العاملة في المنطقة، لافتًا إلى وجود تعاون استراتيجي مثمر مع دولة قبرص في مجالات استكشاف الغاز وتسييله، وهو ما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة.
أوضح وزير البترول أن مصر تمتلك خبرات ضخمة وشركات وطنية كبرى في جميع مجالات الطاقة، مؤكدًا أن "سفن التغييز" تمثل آلية لتحويل الغاز المُسال إلى غاز يُضخ في الشبكة القومية لتلبية احتياجات السوق المحلي، مشددًا على أن استيراد الغاز يأتي وفق احتياجات استهلاكية فقط، ولا يستهدف بأي شكل رفع الأسعار.
أسعار المواد البترولية
أشار إلى أن أسعار المواد البترولية تتأثر بعدة عوامل، أبرزها الأسعار العالمية والظروف الجيوسياسية، موضحًا أن هناك تحركات مكثفة من الدولة لتقليل فاتورة الاستيراد بهدف خفض الأسعار مستقبلًا.
أكد أن لجنة التسعير هي الجهة المسؤولة عن تحديد سعر الوقود ومعدلات الزيادة، لافتًا إلى أن الزيادة المقبلة في أسعار الوقود ستكون الأخيرة خلال العام الجاري، مضيفًا أن الدولة مازالت تدعم الوقود رغم الزيادات السابقة.
أكد الوزير أن مصر قادرة على توفير احتياجاتها البترولية رغم التحديات الإقليمية، مطمئنًا المواطنين بأن الثروات البترولية بخير، مشيرًا إلى أن مبادرات تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي تمثل بديلًا موفرًا للمواطن والدولة، وأن عملية النهضة الصناعية في مصر تُعد نتاج عمل تكاملي بين مختلف أجهزة الدولة، وتأتي ضمن أولوياتها الأساسية.
أضاف بدوي أنه يطمئن القطاع الصناعي بعدم وجود أزمات في الطاقة، مشيدًا بالثروة البشرية في قطاعي البترول والتعدين، وواصفًا إياها بأنها "كنز حقيقي"، مؤكدًا حرص الوزارة على توفير بيئة عمل آمنة وصحية للعاملين، وموجهًا الشكر لكل الطواقم البشرية التي واصلت العمل في ظروف صعبة.
أوضح أن مرور البلاد بصيف خالٍ من تخفيف الأحمال جاء نتيجة العمل التكاملي مع وزارة الكهرباء وجهود بشرية كبيرة من فرق العمل في القطاعين، مشيرًا إلى أن العاصمة الإدارية الجديدة أصبحت بمثابة "القلب النابض" للعمل الحكومي، حيث أسهم تمركز الوزارات في حي واحد في تعزيز التنسيق بين الأجهزة المختلفة.
أكد وزير البترول أن اللجنة الوزارية الصناعية برئاسة الفريق كامل الوزير تجتمع أسبوعيًا لمتابعة مستجدات العمل الصناعي، لافتًا إلى أن العاصمة الإدارية سهلت عملية التواصل بين المؤسسات الحكومية.
أعرب المهندس كريم بدوي عن تفاؤله بمستقبل قطاع الطاقة في مصر، مؤكدًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يتابع بشكل مباشر تطورات هذا القطاع الحيوي، مشيرًا إلى أن الدولة تتطلع لأن تمثل الطاقة المتجددة 40% من احتياجاتها بحلول عام 2030، مؤكدًا في ختام حديثه أنه "لا بديل عن العمل التكاملي مع كل مؤسسات الدولة، بما في ذلك الإعلام".