باحث شؤون إسرائيلية: نتنياهو خضع للإرادة المصرية وهآرتس تصفه بـ «المستسلم»

قال الدكتور محمد وازن، الباحث في الشؤون الإسرائيلية، إن الداخل الإسرائيلي يعيش حالة من الجدل الواسع بعد إعلان وقف الحرب في غزة، مشيراً إلى أن مختلف التيارات السياسية هناك تتفق على حقيقة واحدة وهي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خضع للإرادة المصرية.
"بالمحصلة، استسلم نتنياهو"
وأضاف في مداخلة هاتفية مع برنامج "90 دقيقة" عبر قناة "المحور"، أن هذا الوصف لم يعد مجرد رأي، بل أصبح عنواناً متداولاً في الصحف الإسرائيلية، مؤكدا أن صحيفة "هآرتس" نشرت مقالاً للمحلل السياسي عاموس هارئيل بعنوان "بالمحصلة، استسلم نتنياهو"، تناول فيه تفاصيل الدور المصري في إنهاء حرب استمرت لعامين، مؤكداً أن القاهرة نجحت في فرض منطقها الدبلوماسي والسياسي رغم كل الضغوط والإملاءات.
وأشار الباحث إلى أن المقال ذاته كشف أن مصر لعبت دوراً حاسماً في إنهاء معاناة الأسرى الفلسطينيين، وهو ما فشل فيه نتنياهو رغم محاولاته المستمرة للبقاء في منصبه، منوها إلى أن المقاومة الفلسطينية رفضت الاستسلام، وأن القاهرة وقفت إلى جانبها رافضة كل الإملاءات الخارجية، لتصبح القاهرة عاصمة القرار الإقليمي التي صاغت سياسة جديدة هي سياسة الردع الدبلوماسية.
ونوه وازن إلى أن هذه الرؤية لم تأتِ من فراغ، إذ عبّر عنها المبعوثان الأمريكيان ويتكوف وجاريد كوشنر خلال زيارتهما الأخيرة للرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدين أنه لولا القيادة المصرية الرشيدة ما كان يمكن الوصول إلى هذا الحل.
انقسام الإعلام الإسرائيلي وغضب ذوي الأسرى
قال الدكتور محمد وازن إن ردود الفعل داخل إسرائيل بعد اتفاق إنهاء الحرب كشفت عن انقسام واضح في الرأي العام والإعلام العبري، موضحا أن الصحف الإسرائيلية ووسائل التواصل الاجتماعي شهدت سجالات حادة، مشيراً إلى أن بعض أنصار اليمين المتطرف، مثل بن غفير وسموتريتش، شنّوا هجوماً حاداً على مصر، بينما عبّر آخرون عن امتنانهم للدور المصري في إنهاء المعاناة الإنسانية.
وأضاف أن بعض التعليقات المتطرفة وصلت إلى حدّ الحديث عن "استعادة سيناء"، وهو ما وصفه بهرتلة سياسية، مشيرا إلى أن ذوي الأسرى الإسرائيليين عبّروا عن غضبهم من نتنياهو، مؤكدين أنه لا يهتم إلا بمستقبله السياسي، ووجهوا انتقادات لاذعة للحكومة، بل وناشدوا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التدخل لحماية الاتفاق وضمان تنفيذه.