الرائد مؤمن حسين.. ضابط يرفع شعار الملك لله في مكتبه ويؤكد المنصب اختبار مش ام

في زمن أصبحت فيه المظاهر تطغى على الجوهر يبرز نموذج مختلف داخل قسم أول طنطا ضابط شاب يعرف أن السلطة لا تساوي شيئًا أمام النية الطيبة والإخلاص في العمل، الرائد مؤمن حسين معاون أول مباحث قسم أول طنطا وضع في مكتبه يافطتين تختصران فلسفته في الحياة الأولى كبيرة كتب عليها الملك لله والثانية صغيرة تحمل اسمه فقط.
مشهد بسيط لكنه مليء بالمعاني
يقول الرائد مؤمن حسين، عندما سُئل عن سبب وضعه تلك اليافطة علشان أفضل أفتكر إن لا شيء يحدث في ملك الله إلا بمراد الله اللي أنا فيه ده مكان ربنا حاططني فيه علشان الناس وهتسأل عنهم قدامه.
كلمات قليلة لكنها كفيلة أن تُظهر معدن الرجل الذي لم تغره السلطة ولم ينسَ أنه في النهاية عبد لله قبل أن يكون ضابطًا.
من يدخل مكتبه يلاحظ فورًا روح التواضع قبل أي شيء آخر، فلا ترى مظاهر الغرور أو التفاخر بل مكتب بسيط يملأه شعور بالسكينة والجدية في آنٍ واحد، من يجلس أمامه لا يشعر أنه أمام ضابط تحقيق بل أمام إنسان يسمع ويفكر ويحاول أن يساعد بقدر ما يستطيع.
الرائد مؤمن حسين نموذج لضابط يعرف معنى الأمانة الحقيقية، لا يراها في الأوامر والمخالفات فقط بل في حماية كرامة الناس وسماع شكواهم والتعامل معهم كأبناء وطن واحد.
يقول أحد المواطنين ممن تعاملوا معه، الضابط ده بيكلمك كأنه أخوك مش بيتعالى عليك بيسمعك كويس وبيحاول يحل المشكلة من غير ما يظلم حد.
ما يميزه أكثر أنه دائم التذكير لزملائه بأن الكرسي زائل لكن السيرة بتفضل، وأن أهم ما يمكن أن يتركه الإنسان وراءه هو أثر طيب وكلمة حلوة في حقه.
ولعل أكثر ما يلفت الانتباه في شخصيته، هو تربيته وأخلاقه التي تظهر قبل أي حديث أو تصرف فهو يرى أن التربية أهم من أي حاجة تانية، وأن المنصب لو طغى على الإنسان بيخليه يخسر نفسه قبل ما يخسر الناس.
الرائد مؤمن حسين، ليس مجرد ضابط في طنطا بل نموذج لضابط واعٍ يدرك أن القوة الحقيقية ليست في السلطة بل في التواضع وأن الملك لله وحده والباقي تكليف واختبار.