بـ 17 مليار دولار.. مشروع عراقي ضخم يثير مخاوف إسرائيل

سلّطت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية الضوء على مشروع استراتيجي ضخم أطلقه العراق تحت اسم "طريق التنمية"، مؤكدة أنه قد يُعيد رسم مسارات التجارة في الشرق الأوسط ويقلّل الاعتماد على قناة السويس كممر رئيسي لنقل البضائع بين الخليج وأوروبا.
طريق التنمية.. ممر بديل نحو أوروبا
وأوضحت الصحيفة أن المشروع، الذي تُقدَّر تكلفته بنحو 17 مليار دولار، يهدف إلى ربط ميناء الفاو في جنوبي العراق بتركيا عبر شبكة من السكك الحديدية والطرق السريعة، ليتصل بعد ذلك بشبكة النقل الأوروبية.
ويُتوقع أن يُحوّل الميناء إلى أحد أهم المراكز التجارية الإقليمية، بما يمنح العراق موقعًا محوريًا جديدًا في حركة التجارة العالمية.
مكونات المشروع
ونقلت "معاريف" عن ميثام الصافي، مدير إدارة العلاقات والاتصالات في وزارة النقل العراقية، أن المشروع يشمل:
- تطوير ثلاثة مطارات قائمة وإنشاء ثلاثة مطارات جديدة، بينها مطار الموصل الذي افتُتح في يوليو الماضي.
- ربط 15 مدينة صناعية بشبكة النقل الجديدة لتعزيز التكامل الاقتصادي.
أبعاد استراتيجية
واستشهدت الصحيفة بتقرير سابق لـ "وول ستريت جورنال" أكد أن موقع العراق الجغرافي، الواقع في قلب طرق التجارة بين آسيا وأوروبا، يمنحه ميزة استراتيجية كبيرة، خاصة أنه كان جزءًا من طريق الحرير التاريخي.
وأضافت أن المشروع يكتسب أهمية متزايدة في ظل الاضطرابات في البحر الأحمر وهجمات الحوثيين على السفن التجارية، والتي رفعت تكاليف التأمين البحري وأجبرت بعض الشركات على البحث عن طرق برية بديلة.
أسرع من قناة السويس بـ10 أيام
وأشار المحلل التركي بوراك يلدريم في دراسة صادرة عن معهد ويلسون إلى أن طريق التنمية قد يُقلل مدة الشحن بنحو 10 أيام مقارنة بالمرور عبر قناة السويس، فضلًا عن أن العراق، باعتباره خارج الاتحاد الجمركي الأوروبي، قد يوفّر إجراءات أبسط وتكاليف أقل للشركات.
مكاسب اقتصادية ضخمة
تقدّر "معاريف" أن المشروع يمكن أن يدرّ على العراق مليارات الدولارات سنويًا من رسوم العبور والخدمات اللوجستية، وهو ما يمنحه مصدر دخل مستقرًا بعيدًا عن تقلبات أسعار النفط.
تحديات أمنية وإقليمية
لكن الصحيفة حذّرت من أن المشروع يواجه تحديات أمنية كبيرة، أبرزها التهديدات التي تشكلها الفصائل المسلحة المنتشرة على طول مساره، إضافة إلى التنافس الإقليمي مع مشاريع موازية تسعى من خلالها دول أخرى لتصبح مراكز نقل عالمية.
جدول التنفيذ
من المقرر أن يُنفَّذ المشروع على ثلاث مراحل زمنية:
- المرحلة الأولى: حتى عام 2028.
- المرحلة الثانية: حتى عام 2033.
- المرحلة الثالثة: حتى عام 2050.
واختتمت "معاريف" تقريرها بالتأكيد على أن نجاح المشروع مرتبط باستقرار العراق وقدرته على ضمان أمن البضائع والمسافرين، محذّرة من أن أي اضطرابات سياسية أو أمنية قد تُعرقل تنفيذ هذا الممر التجاري الطموح قبل اكتماله.