عاجل

طارق البرديسي: رفض مصر لمخطط التهجير كان موقفًا وطنيًا حاسمًا

الدكتور طارق البرديسي
الدكتور طارق البرديسي أستاذ العلاقات الدولية،

 

أكد الدكتور طارق البرديسي، أستاذ العلاقات الدولية، أن خطة السلام الأخيرة التي أنهت عامين من الحرب على قطاع غزة جاءت بمثابة انفراجة تاريخية أنهت دوامة الدم والدمار، مشيرًا إلى أن أبرز ما في الخطة هو وقف إطلاق النار الشامل وإدخال المساعدات الإنسانية، بما يسمح للشعب الفلسطيني بأن “يتنفس بعد سنوات من المذابح والمعاناة”.

وقال البرديسي في تصريحات خاصة لموقع نيوز رووم، إن دور مصر كان المحور الرئيسي في الوصول إلى هذه التسوية التاريخية، مضيفًا: «لولا مصر لما تحققت هدنة نوفمبر 2023، ولولاها أيضًا لما تم تثبيت الهدنة في يناير الماضي، ولا كنا وصلنا إلى خطة السلام الحالية».

وأضاف أستاذ العلاقات الدولية، أن التحركات المصرية كانت دائمًا تنطلق من ثوابت واضحة تقوم على وقف إطلاق النار، وتأمين الممرات الإنسانية لإدخال المساعدات، والعمل على استئناف مسار التسوية السياسية العادلة، مؤكدًا أن القاهرة أثبتت أنها الفاعل الحقيقي والحاسم في معادلة السلام بالشرق الأوسط.

وأشار أستاذ العلاقات الدولية إلى أن الإشادات الدولية بدور مصر لم تأتِ من فراغ، إذ تلقّت القاهرة تقديرًا واسعًا من مختلف الأطراف، وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أكد أن جهود مصر كانت حاسمة في التوصل إلى اتفاق وقف الحرب، مشيرًا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي وجّه له دعوة رسمية لحضور مراسم توقيع الاتفاق النهائي بالقاهرة، وهو ما لقي استجابة فورية من ترامب تقديرًا لدور مصر المحوري.

وشدد البرديسي، على أن مصر واجهت خلال الأشهر الماضية ضغوطًا وإغراءات كبيرة لمحاولة مقايضة ملفات إقليمية حساسة — مثل ملف سد النهضة — مقابل مواقف معينة من القضية الفلسطينية، إلا أن القاهرة رفضت كل هذه المقايضات بشكل قاطع، مؤكدًا أن «مصر لا تُقايض على مبادئها ولا تساوم على حقوق الشعوب».

وأوضح أن رفض مصر لمخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة كان موقفًا وطنيًا حاسمًا أجبر الجميع على إعادة حساباتهم، مشيرًا إلى أن القاهرة اتخذت هذا الموقف ليس من أجل الرفض في حد ذاته، بل حفاظًا على الحقوق الفلسطينية، وصونًا للأمن القومي المصري، ودفاعًا عن الثوابت الوطنية التي لا تتغير مهما تبدلت الظروف.

وأضاف البرديسي أن مصر نجحت في الحفاظ على توازن دقيق في علاقاتها الدولية، فبينما دافعت بقوة عن القضية الفلسطينية، احتفظت بعلاقاتها المتوازنة والاحترام المتبادل مع الولايات المتحدة، مؤكدًا أن هذه القدرة على الجمع بين الثبات والمناورة السياسية تعكس “قوة الدولة المصرية ومهارة إدارتها للملفات المعقدة”.

واختتم أستاذ العلاقات الدولية حديثه قائلاً: «مصر اليوم تقدم درسًا جديدًا في الدبلوماسية والحكمة، بفضل قيادة واعية تعرف متى تتصلب في الموقف ومتى تفتح باب الحوار. والرئيس عبدالفتاح السيسي يقود السفينة المصرية بثبات في بحرٍ مضطرب، لكنه يثبت كل مرة أن القاهرة لا تعرف إلا طريق السيادة والاتزان والقدرة على صناعة السلام».

تم نسخ الرابط