الجمبري السكران تجربة طعام حية تثير الجدل في قلب يوكوهاما
                            في قلب مدينة يوكوهاما اليابانية في الحي الصيني العريق الذي يعد من أقدم وأشهر الأحياء الصينية في البلاد تتجاوز تجربة الطعام هناك حدود المذاق المعتاد لتتحول إلى عرض يثير الجدل والدهشة معا بين الأزقة المشهورة بالفوانيس الحمراء وروائح الصوص الحلو الحامض يقدم أحد المطاعم الفاخرة طبق يحمل اسما غريب وملفت
الجمبري السكران
يبدأ هذا الطبق المثير منذ لحظة تقديمه أمام الزبائن حيث يقدم الجمبري حي داخل وعاء زجاجي يحتوي على مزيج من الكحول الخفيف والتوابل الآسيوية وما إن يسكب الكحول حتى يبدأ الجمبري في التحرك بشكل ملحوظ قبل أن يلتقط ويؤكل نيئ في لقمة واحدة الهدف من التجربة بحسب الطهاة هو منح الزبون إحساس فريد بالحياة الطازجة والطعم الطبيعي للبحر في تمازج بين الطقوس القديمة والابتكار العصري في عالم المأكولات اليابانية
كائنات بحرية لا تزال على قيد الحياة
إلا أن هذه التجربة التي ينظر إليها في بعض الأوساط كفن من فنون الطهو لا تخلو من الجدل الأخلاقي والبيئي فقد أثارت صور ومقاطع الفيديو المنتشرة عبر الإنترنت ردود أفعال متباينة بين من اعتبرها تجربة تذوق ثقافية تعكس شغف اليابانيين بالدقة والتميز وبين من وصفها بأنها ممارسة قاسية تفتقر إلى الإنسانية تتضمن تناول كائنات بحرية وهي لا تزال على قيد الحياة.
ويرى بعض خبراء الطهو اليابانيين أن طبق الجمبري السكران ليس جديد تماما بل يمتد جذره إلى المطابخ الصينية التقليدية حيث كانت بعض الأطباق تقدم طازجة للغاية لضمان النكهة الأصلية إلا أن إعادة تقديمه في اليابان بأسلوب عصري وفاخر جعلت منه تجربة تستهدف السائحين والباحثين عن الغرابة أكثر من كونه طبقًا يوميًا في الثقافة المحلية.
الناقدة الغذائية اليابانية هارو نيشيمورا
في تصريح لإحدى المجلات المحلية: "الثقافة الغذائية اليابانية تقدر التوازن والاحترام بين الإنسان والطبيعة لكن بعض التجارب الجديدة بدأت تتجاوز هذا المفهوم تحت شعار الابتكار
في المقابل يرى مؤيدو الطبق أن تناول المأكولات البحرية وهي طازجة تماما ليس أمر غريب في اليابان حيث تشتهر البلاد بأطباق السوشي والساشيمي التي تعتمد على المأكولات النيئة ويؤكد أصحاب المطعم أن الجمبري المستخدم يتم تربيته في ظروف مثالية وأن التجربة تقدم باشراف دقيق يراعي معايير السلامة الغذائية