القصة الكاملة لأزمة حزب الوفد.. صراع الترشحات والاتهامات المالية

يشهد حزب الوفد أحد أعرق الأحزاب السياسية في مصر، أزمة داخلية غير مسبوقة بعد تصاعد الخلافات داخل الهيئة العليا للحزب، والتي بلغت ذروتها بالمطالبة العلنية باستقالة رئيس الحزب، الدكتور عبد السند يمامة، وسط اتهامات بالفشل الإداري، والتراجع السياسي، وتضاؤل تمثيل الحزب في المشهد الانتخابي.
نطالب يمامة بالرحيل فورًا
في بيان رسمي شديد اللهجة، طالب عدد من أعضاء الهيئة العليا لحزب الوفد رئيس الحزب بتقديم استقالته الفورية، مشددين على ضرورة إفساح المجال أمام قيادة جديدة "تعبّر عن إرادة الوفديين جميعًا".
وجاء في البيان أن الحزب يمر بمرحلة حرجة تتطلب وقفة صادقة مع الذات ومراجعة شاملة للمسار التنظيمي والسياسي، في ظل ما وصفوه بـ"التراجع الواضح في الأداء السياسي"، و"فشل الحزب في تحقيق تمثيل حقيقي ضمن القائمة الوطنية لانتخابات مجلس النواب".
كما وجه البيان انتقادات حادة لإدارة يمامة، متهمًا إياه بغياب المؤسسية، وضعف التواصل مع الشارع، والغموض الذي يكتنف الوضع المالي للحزب، وسط تساؤلات عن آليات الإنفاق والإدارة المالية.
وأشار أعضاء الهيئة إلى أن استمرار هذا النهج قد أدى إلى "اهتزاز صورة الحزب" بين جماهيره، وطالبوا بتشكيل لجنة لدعوة الجمعية العمومية لانتخاب رئيس جديد يعيد للحزب مكانته الطبيعية في الحياة السياسية.
صراع الترشحات والاتهامات المالية
تفجرت الأزمة بشكل أكبر بعد الواقعة المثيرة للجدل التي تمثلت في استبدال مرشح الحزب علاء غراب، المرشح عن دائرة (الوراق – القناطر – أوسيم)، برجل الأعمال ياسر عوض، عضو الهيئة العليا بحزب مستقبل وطن، مما أثار غضبًا واسعًا داخل القواعد الوفدية.
ونوهت بعض المصادر داخل الحزب، إنه تسلم خطاب الترشح الرسمي من الحزب منذ أسبوعين، قبل أن يُفاجأ بقيام الحزب بمنح نفس الخطاب لياسر عوض، كما زعم أن هناك صفقة تمّت بدفع 20 مليون جنيه لرئيس الحزب مقابل.
وبحسب مصادر خاصة لـ"نيوز روم"، فإن ما حدث كشف عن تجاوزات كبيرة داخل أروقة الحزب، شملت فرض توقيع المرشحين على شيكات تصل إلى 10 ملايين جنيه كشرط لإدراج أسمائهم في القائمة الانتخابية، وهو ما وصفه البعض بـ"المزاد السياسي" الذي يتنافى مع مبادئ الوفد التاريخية.
هل يواجه عبد السند يمامة الإطاحة قريبًا؟
مع تصاعد الغضب داخل الهيئة العليا، واحتدام الأزمة على خلفية الاتهامات بتغييب الشفافية، فإن الضغوط تتزايد على الدكتور عبد السند يمامة للاستقالة، وفي حال تمكّن المعارضون له من جمع الأغلبية داخل الهيئة أو الدعوة لاجتماع الجمعية العمومية، فقد تشهد الأيام المقبلة انتخابات مبكرة على رئاسة الحزب.
ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن خطوات تصعيدية خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وسط تساؤلات حول مستقبل الحزب، ومخاوف من انقسامات أوسع في ظل حالة عدم الرضا المتزايدة بين قياداته.