عاجل

مجدي شاكر يكشف كواليس سرقة لوحة أثرية من مقبرة «خنتي كا» بسقارة

 سرقة لوحة أثرية
سرقة لوحة أثرية من مقبرة خنتي كا بسقارة

قال الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، إن الكشف عن سرقة لوحة أثرية من مقبرة خنتي كا، الذي لم يُفتح منذ عام 2019، يمثل "مشكلة كبيرة جدًا" تستدعي حلولًا جذرية وسريعة لحماية التراث المصري.

تفاصيل الكشف عن السرقة

وأوضح شاكر في مداخلة هاتفية عبر قناة الحدث اليوم، أن المقبرة، تعود لشخصية مهمة كانت تعمل بصفة أحد الكهنة وحاكم للعدالة في الأسرة السادسة (القرن الخامس قبل الميلاد)، أي أن عمر اللوحة المسروقة يقارب 4600 سنة.

وأشار شاكر إلى أن المقبرة اكتُشفت عام 1923، واستُخدمت في 2019 كمخزن للآثار التي تستخرجها البعثات الأجنبية قبل أن يتم إغلاقها، منوها إلى أن الكشف عن السرقة تم عن طريق الصدفة، عندما لاحظ الدكتور نجيب قنواتي (مصري-أسترالي) جزءًا من هذه المقبرة يُعرض في إحدى المزادات، ليكتشفوا لاحقًا أن هذا الجزء غير موجود في مكانه.

وتابع أن المفاجأة الكبرى هي أن المقبرة كان قفلها موجودًا وعليه "الرصاص" (الأختام)، وهو ما يطرح "علامة استفهام كبيرة جدًا" تنتظر إجابة النيابة العامة.

مطالبة بمخازن مؤمنة وحل جذري

ونوه كبير الأثريين إلى أن هذه الحادثة تأتي بعد وقت قصير من كشف سرقة "أسورة" من المتحف المصري، مما يعد "جهاز إنذار" بضرورة إيجاد حل شامل، مؤكدا أن وزير السياحة والآثار كان قد أعلن عن تنفيذ "مخزن كبير مراقب ومؤمن" لتجميع معظم الآثار.

وأضاف شارحًا أن مصر لديها حوالي 50 مخزنًا على مستوى الجمهورية تحتوي على حوالي 2 مليون قطعة أثرية، ولكن ما لا يقل عن 80% منها "لا يصلح للعرض المتحفي" لعدم إثارته لاهتمام المشاهدين.

ودعا إلى إطلاق "مشروع قومي" بالتعاون مع الجهات الأمنية و"اليونسكو" ورؤساء البعثات الأجنبية (البالغ عددها حوالي 300) لحل هذه المشكلة، مشددًا على أن الحل لا يجب أن يقتصر على الناحية الأمنية، بل يجب أن يشمل الجانبين الإداري والأمني، والنظر في تدني أجور العاملين في القطاع.

قيمة اللوحة المسروقة ومخاوف من "المافيا"

أوضح الدكتور شاكر أن اللوحة المسروقة هي جزء من "جدارية من الحجر الجيري" وليست لوحة بالمعنى الحرفي، وتُعرف باسم "لوحة الفلك أو لوحة الفصول" (لأن المصري القديم كان لديه ثلاثة فصول فقط وليس أربعة كما أشيع).

وأشار إلى أن السارق يدرك تمامًا قيمة اللوحة الأثرية والتاريخية والفلكية، حيث إنها تعود إلى زمن تمكن فيه الأجداد من تقسيم السنة إلى 12 شهرًا، مؤكدًا أن هذا النموذج لا يوجد منه سوى قطعتين فقط (إحداهما في سقارة).

تم نسخ الرابط