قبل وفاته بساعات.. كواليس اللقاء الأخير بين شيخ الأزهر وأحمد عمر هاشم (خاص)

لاتزال فاجعة وفاة الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية تلقي بظلالها على أبنائه وطلابه ومحبيه.
وفي ظل الحديث عن كرامات فارس المنابر ومحدث العصر الحديث، كان لقاء فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والراحل قبيل وفاته بـ 24 ساعة محط اهتمام، فماذا دار أثناء تلك الزيارة؟

اللقاء الأخير بين الإمام الأكبر والدكتور أحمد عمر هاشم
حملت الساعات الأولى من صباح يوم الأحد السادس من أكتوبر 2025، ومع دقات الثامنة صباحًا حرص الإمام الأكبر والدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، والدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، على زيارة عضو هيئة كبار العلماء للاطمئنان على صحته، إلا أن الحالة الصحية التي عانت من التدهور حالات دون أي حديث بينهما، ليكتفي الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ومرافقيه بقراءة الفاتحة والدعاء بالشفاء العاجل حسبما أكدت مصادر مطلعة لـ نيوز رووم، ثم الانصراف.
الإمام الأكبر الذي عاود الاتصال بعضو هيئة كبار العلماء مع انتصاف ليل الاثنين وقبيل سويعات من رحيل العالم الأزهري الأصيل- حسبما وصفه في بيان المشيخة الذي حمل نعيًا للفقيد- بدا عليه علامات الحزن وهو يتقدم المشيعين من زملاء وطلاب الراحل أحمد عمر هاشم كان قد نعاه ببيان صادر عن المشيخة جاء كالتالي:
بمزيدٍ من الرضا بقضاء الله وقدره، ينعى فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إلى الأمة الإسلامية، فضيلةَ العالم الجليل أ.د/ أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، وأستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، والذي وافته المنية فجرًا، بعد رحلةٍ زاخرةٍ قضاها في نشر العلم والدعوة إلى الله تعالى.
ويؤكد شيخ الأزهر أن فقيد الأمة الراحل كان عالِمًا أزهريًّا أصيلًا، وأحد أبرز علماء الحديث في عصرنا، رزقه الله حسن البيان وفصاحة اللسان، والإخلاص في الدعوة إلى الله، وخدمة سنة نبيه ﷺ، ونشر العلم، وستظل خطبه وكتبه ومحاضراته منهلًا عذبًا لطلاب العلم والباحثين.
ويتقدم شيخ الأزهر الشريف بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أسرة العالم الراحل، وزملائه وتلامذته وطلاب العلم ومحبيه، سائلًا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجعل سعيه في نشر العلم شفيعًا له، وأن يرزق أهله وذويه الصبر والسلوان.

الدكتور أحمد عمر هاشم أحيا مدرسة الحديث المصرية
قال الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه بجامعة الأزهر، إن وفاة فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم، تمثل فجيعة كبرى للأزهر الشريف وللأمة الإسلامية كلها، مؤكدًا أن فقد العلماء الكبار يعد انهيارًا لأركان الدين والمعرفة، وأن موت الدكتور أحمد عمر هاشم هو رحيل "أمة من العلماء" في شخص عالم واحد.
وأضاف العشماوي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "مع الناس" المذاع على قناة الناس، أمس الثلاثاء، أن الشيخ أحمد عمر هاشم أحيا مدرسة الحديث المصرية، التي كانت قد انتقلت قرونًا إلى خارج مصر، وأعاد إلى الأزهر ريادته في علوم الحديث، كما قرّب هذا العلم الدقيق من عامة الناس، وجعله حيًا معالجًا لقضايا الأمة ومشاكل المجتمع، دون الوقوع في التعقيد الأكاديمي أو المصطلحات الصعبة.
وأوضح أن إذاعة القرآن الكريم كانت موفقة حين جاورت برنامجه الإذاعي ببرنامج الشيخ الشعراوي، بما يدل على أن الشيخ الشعراوي كان مفسر القرآن، والشيخ أحمد عمر هاشم كان مفسر الحديث، مشيرًا إلى أن تلك الثنائية شكّلت وجدان الأمة لعقود طويلة.
وتابع: "الدكتور أحمد عمر هاشم لم يكن فقط عالِم حديث، بل كان نموذجًا فريدًا يجمع بين العلم، والولاية، والوسطية، والوطنية، والرحمة، وفهم الواقع ومقاصد الشريعة، ولهذا نال تقديرًا كبيرًا من الدولة، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أولاه عناية وتقديرًا غير مرة."
وفي الإشارة إلى الجانب الإعلامي للشيخ الراحل، أكد العشماوي أن الدكتور أحمد عمر هاشم نجح في نقل الحديث الشريف من مدرجات الجامعة إلى أثير الإذاعة وشاشات التلفزيون، وكان له أسلوب خاص جعله قادرًا على الوصول إلى العامة والمتخصصين على حد سواء.
كما أثنى العشماوي على إخلاص الدكتور أحمد عمر هاشم، في تبليغ العلم، قائلاً: " لم يمنعه المرض أو التقدم في العمر من أداء رسالته، فظل يُدرّس، ويعظ، ويُعلّم، حتى آخر لحظات حياته. لقد رأيت فيه نموذجًا حيًا للعلماء العاملين، الذين لا يشغلهم شيء عن خدمة العلم والدين."
وأكد أن الدكتور أحمد عمر هاشم كان داعية سلام ورسول محبة، وقد غذّى العقول والقلوب بمحبة النبي ﷺ، وخدم سنته وعلّمها، ودافع عنها في وجه المشككين والمضللين، حتى صار إمامًا للحديث في زمانه، وخطيبًا لقلوب الناس.