كنز تاريخي جديد.. اكتشاف لوحة ضخمة من عصر رمسيس الثالث بمعبد الكرنك

أعلنت مصادر أثرية بمعبد الكرنك في الأقصر عن اكتشاف لوحة حجرية ضخمة من الحجر الرملي تعود لعهد الملك رمسيس الثالث أحد أبرز ملوك الأسرة العشرين من عصر الدولة الحديثة – وذلك أثناء أعمال الحفائر الجارية في المنطقة الشرقية خلف مدرجات الصوت والضوء داخل المعبد.

لوحة تروي مجد رمسيس الثالث

اللوحة المكتشفة، التي تزن قرابة الطن، يبلغ ارتفاعها أكثر من متر، وعرضها حوالي 80 سم، وسمكها نحو 24 سم، وقد تم العثور عليها أثناء أعمال الحفر بالقرب من بعثة المركز المصري الفرنسي لدراسة معابد الكرنك.
وتم نقلها إلى مخزن الشيخ لبيب الأثري لحفظها وإجراء الدراسات العلمية عليها من قبل فريق متخصص من الأثريين المصريين والفرنسيين.

الملك يقدم القرابين للإله آمون رع

النقوش المنفذة على اللوحة تُظهر الملك رمسيس الثالث مرتديًا النقبة القصيرة التقليدية، وهو يقدّم القرابين للإله آمون رع الذي يتزين بتاجه ذي الريشتين المميزتين، بينما تقف خلفه المعبودة "واست"، رمز مدينة طيبة القديمة.

ويُزين الجزء العلوي من اللوحة مجموعة من الألقاب الملكية للملك مثل “النسوبيتي” و“السا رع”، إضافة إلى أربعة سطور هيروغليفية توثق أعمال رمسيس الثالث داخل معابد الكرنك، مما يجعل اللوحة شاهدًا أثريًا فريدًا يوثق مرحلة مهمة من تاريخ العمارة الدينية المصرية.

دراسة علمية دقيقة قبل الإعلان الرسمي

وبحسب المصادر، يخضع الاكتشاف حاليًا إلى دراسة فنية وهيروغليفية دقيقة لفك رموزه وتحديد موقعه الأصلي داخل المعبد، إذ يُرجّح الباحثون أنه كان جزءًا من جدار أو مقصورة مقدسة استخدمت في الطقوس الملكية داخل الكرنك.

ويُتوقّع أن تُعلن وزارة السياحة والآثار المصرية خلال الأيام المقبلة تفاصيل النقوش الكاملة والاكتشاف الأثري في مؤتمر رسمي، بعد الانتهاء من مراحل التوثيق والتصوير والمسح الأثري الشامل.

الأقصر.. مدينة لا تنضب من الأسرار

يُعد هذا الكشف إضافة جديدة إلى سجل إنجازات البعثة المصرية – الفرنسية داخل الكرنك، ويؤكد أن مدينة الأقصر لا تزال تحتفظ بكنوزها المدفونة التي تُضيء جوانب جديدة من الحضارة المصرية القديمة، وتجذب أنظار العالم إلى قيمة الآثار المصرية وثرائها الفني والديني.