من المواعين للاجتماعات… أمهات الألفية في سباق مع القلق!

قد يبدو العالم اليوم مكان معق ومليئ بالمخاطر بالنسبة للأمهات خاصة أمهات جيل الألفية اللواتي يواجهن تحديات مضاعفة بين تربية أطفالهن ومواكبة التغيرات السريعة من حولهن، بسبب الأخبار المقلقة ووسائل التواصل الاجتماعي والأزمات الصحية العالمية مثل الأوبئة وتغير المناخ كلها عوامل تجعل القلق رفيقا يوميا لا يمكن تجاهله، ورغم أن مشاعر الخوف طبيعية وتعكس الحرص على حماية الأسرة، إلا أن تضخمها قد يحد من قدرتنا على عيش حياة متوازنة ومليئة بالتجارب، من هنا تبرز أهمية فهم هذا القلق والتعامل معه بوعي وطرق عملية تفتح المجال لحياة أكثر هدوءا ومرونة
لماذا يزداد قلق الأمهات؟
القلق أصبح أكثر انتشارا بين جيل الألفية والجيل Z مقارنة بالأجيال السابقة، حيث شهد هؤلاء العديد من الأحداث العالمية الصادمة مثل الأزمات الاقتصادية، الجائحة، وأحداث العنف المجتمعي، إضافة إلى ذلك، ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تضخيم هذا الشعور، إذ أصبح من السهل التعرض يوميا لأخبار سلبية وقصص مقلقة، هذه العوامل تضع الأمهات في حالة مستمرة من التأهب، ما يعزز الشعور بعدم الأمان
كيف يؤثر القلق على نظرتنا للمخاطر؟
يميل القلق إلى تضخيم احتمالات وقوع الأخطار، فيجعل الأمهات يشعرن وكأن الخطر يحيط بأطفالهن في كل مكان، ورغم أن الإحصاءات تؤكد انخفاض معدلات الجريمة وارتفاع مستويات الأمان في كثير من المجتمعات، إلا أن الشعور بعدم الطمأنينة يظل مسيطرا، هذا التضخيم يؤدي إلى العزلة وتقليص التجارب اليومية، الأمر الذي قد يضاعف مشاعر الاكتئاب والقلق.
تربية الاطفال
يجب اتباع ما يسمى "القبول الممكن أي تقبل الواقع كما هو مع السعي لاتخاذ خطوات عملية للتعامل معه، على سبيل المثال، بدلا من الاستسلام للقلق بشأن مستقبل البيئة، يمكن تبني عادات صغيرة مثل تقليل استهلاك اللحوم الحمراء أو استخدام منتجات مستدامة، بهذه الطريقة يتحول القلق من عبء خانق إلى دافع للتغيير الإيجابي.
الإفراط في الحماية هل يزيد القلق؟
أكدت الاستشاري النفسي أن كثير من الأمهات يقعن في فخ الإفراط في الحماية، رغبة منهن في تجنيب أطفالهن أي خطر محتمل، ورغم أن هذه النية نابعة من الحب، إلا أن نتائجها قد تعيق نمو الأطفال واستقلاليتهم، يحتاج الأبناء إلى فرصة لخوض تجاربهم الخاصة والتعلم من الأخطاء، وبناء قدرتهم على مواجهة التحديات، الإفراط في السيطرة قد ينقل القلق إلى الأطفال أنفسهم ويؤثر سلبا على ثقتهم بأنفسهم.
خطوات للتغلب على القلق
يمكن للأمهات مواجهة القلق عبر تحدي أنماط التفكير السلبية والبحث عن احتمالات إيجابية بديلة، إضافة إلى إعادة بناء الروابط الاجتماعية التي ضعفت بعد الجائحة، كما أن ممارسة التأمل، طلب الدعم المهني عند الحاجة، والاعتراف بأن القلق جزء طبيعي من التجربة الإنسانية، يساعد في تقليل أثره، المهم أن نتذكر أن القلق لا يجب أن يمنعنا من خوض تجارب الحياة، بل يمكن أن يكون إشارة تدفعنا للتوازن بين حماية أطفالنا ومنحهم الحرية للنمو.