عاجل

ولاية ترامب الثانية وعودته للسلطة.. استعراض مدروس للقوة

ترامب والسيدة الأولي
ترامب والسيدة الأولي - نيويورك تايمز

بينما يستعد دونالد ترامب لتولي منصبه مرة أخرى، تشير تقارير عالمية إلي كونه "عازم على تجنب الأخطاء التي ارتكبتها إدارته الأولى". 

وفي ظل تحالف ترامب مع أقوى حلفائه، بما في ذلك أعضاء كتلة الحرية المحافظة للغاية في مجلس النواب، أشار ترامب إلى نهج جريء وعدواني في الحكم.

ووفقا لتحليل صحيفة نيويورك تايمز، باعتبار ترامب ينظر إلى الديمقراطيين باعتبارهم "ضعفاء ومجزأين"، فإنه يرى فرصة لدفع أجندته الطموحة بقوة غير مسبوقة.

وتتضمن استراتيجيته حزمة تشريعية يطلق عليها "مشروع قانون واحد كبير وجميل"، يغطي خطة بمليارات الدولارات لإعادة تشكيل السياسة المحلية. 

فيما يتطلع ترامب دوليا إلي حل سريع للحرب بين روسيا وأوكرانيا، وربما يسعى إلى الحصول على جائزة نوبل للسلام التي كان يطمح إليها ذات يوم.

وفي خطوة تُذكر بولايته الأولى، أحيا ترامب أيضًا تطلعات جيوسياسية غير تقليدية، بما في ذلك اهتمامه السابق بالحصول على جرينلاند وقناة بنما، وحتى كندا.

الدروس المستفادة من الماضي: التصرف السريع بالأوامر التنفيذية

يدرك ترامب تمام الإدراك التحديات التي تأتي مع كونه رئيسًا عاجزًا. ومن المرجح أن يتضاءل نفوذه على الكونجرس والشركات الأمريكية بعد انتخابات التجديد النصفي لعام 2026، مما يجعل الأيام الأولى من إدارته حاسمة. 

على النقيض من عام 2017، عندما كان مترددًا ومحاطًا بمحاربي واشنطن القدامى، فإنه يعتبر نفسه الآن "أفضل" مستشار لنفسه.

وعزمًا على ترسيخ سلطته، تعهد ترامب بالتوقيع على 100 أمر تنفيذي فور توليه منصبه. ومن أكثرها إثارة للجدل خطته لما يسميه "أكبر عملية ترحيل في التاريخ الأمريكي"، مع التركيز على المهاجرين غير المسجلين الذين لديهم سجلات إجرامية. 

بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يزور المناطق المنكوبة بالكوارث، بما في ذلك جنوب كاليفورنيا التي دمرتها الحرائق وكارولينا الشمالية التي ضربها الإعصار، لتعزيز صورته كزعيم للعمل.

الانقسامات الجمهورية الداخلية: هل تشكل تهديدًا أكبر من الديمقراطيين؟

في حين يرى ترامب أن الحزب الديمقراطي غير منظم، فإن قلقه الحقيقي يكمن داخل حزبه (الحزب الجمهوري)؛ حيث تعتمد قدرته على تنفيذ أجندته على الأغلبية الجمهورية الهشة في الكونجرس، بما يُمكّن عددا قليلا من المعارضين أن يعرقلوا مبادراته.

وفي كلمته أمام كتلة الحرية، أكد ترامب على الحاجة إلى وحدة الحزب، وأعرب عن أسفه لأن الديمقراطيين كانوا تاريخيا أفضل في الحفاظ على التماسك.

وأشارت "نيويورك تايمز" إلي إن التحدي الرئيسي الذي يلوح في الأفق أمام إدارته هو أزمة سقف الديون، وحذر ترامب من أن التخلف عن سداد الديون في الولايات المتحدة قد يؤدي إلى انهيار اقتصادي أشبه بالكساد الأعظم.

 وحث ترامب الجمهوريين على رفع أو إلغاء سقف الديون قبل تنصيبه، لكنهم فشلوا في التصرف، وتركوا القضية دون حل.

الروافع المالية العالمية: إعادة تقييم بوتين وإيران والشركات الأمريكية

 وأكدت "نيويورك تايمز" أن موقف ترامب في السياسة الخارجية قد تطور بشكل كبير، ففي البداية كان يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو صاحب اليد العليا، لكنه الآن ينظر إليه باعتباره ضعيفًا ماليًا وعرضة لعقوبات إضافية. 

بالمثل يرى ترامب إيران ضعيفة خاصة بعد العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله.

وتقول "نيويورك تايمز": "الواقع أن ترامب حريص على فرض تنازلات كبرى على طهران، وهو ما قد يؤدي إلى تحقيق الصفقة الدبلوماسية الكبرى التي فشل في تأمينها في ولايته الأولى".

داخليا، بدأ قادة الشركات بالفعل في التقرب من ترامب، فقد زار عمالقة التكنولوجيا مثل بيل جيتس ومارك زوكربيرج وجيف بيزوس ــ الذين كانوا على خلاف مع ترامب في السابق ــ منتجع مار إيه لاغو، وعرضوا إيماءات الدعم. وكما قال ترامب نفسه، "الجميع يريدون أن يكونوا أصدقائي".

تفويض مثير للجدال: التصور العام مقابل الإرادة السياسية

يؤكد ترامب بشكل كبير على فوزه بالتصويت الشعبي هذه المرة، وهو الإنجاز الذي لم يحققه في عام 2016.

 وفي حين يصر على وصف انتصاره بأنه "انهيار"، تشير بيانات استطلاعات الرأي إلى واقع أكثر دقة. فقد وجد استطلاع أجرته صحيفة وول ستريت جورنال أنه في حين يدعم العديد من الأميركيين أهدافه الأوسع نطاقا، فإنهم حذرون من مقترحاته الأكثر تطرفا. 

على سبيل المثال، في حين يتمتع ترحيل المجرمين بدعم شعبي، فإن مداهمات الهجرة الواسعة النطاق لا تحظى بهذا الدعم. 

وعلى نحو مماثل، كشف استطلاع للرأي أجرته جامعة مونماوث أن 61% من الأميركيين لا يوافقون على خطته للعفو عن الأفراد المدانين لدورهم في أعمال الشغب التي وقعت في مبنى الكابيتول في السادس من يناير/كانون الثاني.

هل البيت الأبيض بلا تسريبات؟

وفي إطار تصميمه على الحفاظ على السيطرة على إدارته، يتبنى ترامب نهجا متشددا ضد المعارضة الداخلية. فهو يخطط لإعادة العمل بـ"الجدول F"، وهو أمر تنفيذي يجعل من السهل فصل المسؤولين الحكوميين المحترفين الذين يعتبرهم غير مخلصين.

 كما أصدر تعليماته لمساعديه بفحص الموظفين المحتملين لمعرفة آرائهم بشأن انتخابات 2020 وأعمال الشغب التي وقعت في السادس من يناير، بهدف إنشاء إدارة خالية من التسريبات والمعارضة الداخلية.

 

تم نسخ الرابط