هل يرضخ الجيش الإسرائيلي لمطلب الانسحاب؟ وما قصة "الخط الأصفر"؟

تستأنف اليوم الثلاثاء، في مدينة شرم الشيخ، جولة المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة "حماس"، برعاية مصرية وقطرية وأمريكية، وسط تركيز كبير على مطلب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، الذي تصر عليه الفصائل الفلسطينية كجزء أساسي من أي اتفاق تهدئة طويل الأمد.
وبينما تبرز قضية تبادل الأسرى كأولوية إنسانية، يبدو أن ملف الانسحاب هو الأكثر حساسية وتعقيدًا، لا سيما مع تمسك إسرائيل بما يسمى "الخط الأصفر" كحد أقصى لانسحاب قواتها.
ما هو "الخط الأصفر"؟
وفقًا لمصادر مطلعة بشأن تفاصيل خطة ترامب المطروحة للمفاوضات والسلام، فإن "الخط الأصفر" هو خط عسكري مرسوم على خريطة غزة، يمثل حدود الانسحاب الإسرائيلي الأولى، ويبقي قوات الاحتلال متمركزة في مناطق تعتبرها تل أبيب "استراتيجية وأمنية".
والخط الأصفر هو الخط الذي تراه تل أبيب حدًا أوليًا لإنشاء منطقة عازلة داخل قطاع غزة.

وترفض "حماس" والفصائل الفلسطينية هذا التخطيط، وتطالب بانسحاب كامل وشامل للقوات الإسرائيلية من كل مناطق القطاع، كشرط أساسي قبل الشروع في تسليم المحتجزين الإسرائيليين أو تنفيذ أي اتفاق تهدئة.
هل يرضخ الجيش الإسرائيلي؟
حتى الآن، لا توجد مؤشرات واضحة على قبول الجيش الإسرائيلي بالانسحاب الكامل.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن المفاوضين الإسرائيليين قدموا موقفًا متشددًا بشأن بقاء قواتهم ضمن نقاط محددة داخل غزة، في انتظار ضمانات أمنية والتزامات دولية بعدم استهداف قواتهم أو تكرار هجمات شبيهة بـ7 أكتوبر.
و في المقابل، تشير تقارير إلى أن الضغوط الأمريكية والدولية، بالإضافة إلى المكاسب الإنسانية والسياسية المحتملة من الاتفاق، قد تدفع تل أبيب لإعادة النظر في موقعها، خاصة في ظل تزايد الدعوات الدولية لوقف الحرب والدخول في مرحلة إعادة الإعمار.
أبرز ملفات اليوم الثاني من المفاوضات في شرم الشيخ
انطلقت صباح اليوم الثلاثاء، الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة "حماس" في مدينة شرم الشيخ المصرية، بمشاركة الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة، في محاولة جديدة للدفع نحو اتفاق يضع حدًا للحرب الدائرة في قطاع غزة.
وكشف بدر عبد العاطي، وزير الخارجية، خلال مؤتمر صحفي عقده بالقاهرة مع نظيرته السلوفينية تانيا فايون، أن المفاوضات الحالية تسعى للوصول إلى توافق حول المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، والتي تشمل عدة بنود تتعلق بوقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، والانسحاب الإسرائيلي التدريجي.

إنشاء آلية أمنية تضمن الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية
وأوضح عبد العاطي، أن النقاشات الجارية تركز على إنشاء آلية أمنية تضمن الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع، إلى جانب فتح قنوات دخول المساعدات الإنسانية دون شروط، عبر آليات الأمم المتحدة، وهو ما تراه القاهرة خطوة نحو ترسيخ مسار سلام عادل يستند إلى حل الدولتين وتحقيق وحدة جغرافية وسياسية بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
كما أشار وزير الخارجية إلى وجود تقدم كبير في المسار التفاوضي، مؤكدًا أن مصر ترحب بخطة ترامب باعتبارها "أساسًا عمليًا" لإنهاء النزاع، وكشف أن المحادثات تتضمن ترتيبات لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة في حال التوصل إلى اتفاق نهائي.
وتتضمن الخطة الحالية، بحسب ما تم تسريبه، إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من قبل "حماس"، مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين، وسحب قواتها إلى حدود متفق عليها داخل غزة ضمن جدول زمني محدد.
وفي نفس السياق، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدرين مطلعين على المفاوضات أن الأجواء كانت "إيجابية"، مشيرين إلى أن الجولة الأولى من المحادثات، التي جرت مساء الاثنين، استمرت نحو 4 ساعات وشهدت "نقاشات بناءة" حول خارطة الطريق المقترحة.