مع اقتراب موعد انتخابات مجلس النواب، تتجه أنظار المواطنين نحو اختيار من يمثلهم تحت قبة البرلمان، وهي ليست مجرد عملية اقتراع عابرة، بل مسؤولية وطنية وأمانة في عنق كل مواطن، يتوقف عليها مستقبل دائرته، وخدماته، وصوته في صنع القرار.
إن مجلس النواب هو السلطة التشريعية والرقابية الأولى في الدولة، وصوت الناس الحقيقي داخل مؤسسات الحكم. لذلك، فإن حُسن الاختيار لا يقل أهمية عن الإدلاء بالصوت ذاته. فالصوت لا يُمنح لمن لا يستحق، ولا يُهدى لمن لم يخدم، ولا يُباع ولا يُشترى
لأن النائب ليس مجرد اسم على ورقة، بل هو لسان حال دائرته، وممثل آمالها، والمدافع عن حقوقها. النائب الناجح هو من:
يُشرّع قوانين تخدم المواطن.
يراقب أداء الحكومة ويحاسب المقصرين.
ينقل مشاكل الدائرة إلى المسؤولين لحلّها.
يتابع تنفيذ المشاريع التنموية.
يستمع للناس ويكون قريبًا منهم، لا بعيدًا عنهم.
أما النائب الغائب عن الناس، الصامت في البرلمان، المنعزل عن مشاكل المواطن، فهو عبء على الدائرة، وعبء على الوطن بأكمله.
واجبنا اليوم أن نقف وقفة وعي. فقد مرت سنوات من الوعود، وبعض النواب لم يُقدّموا شيئًا يُذكر. لم نشهد لهم إنجازًا، ولا صوتًا، ولا موقفًا، ولا دفاعًا عن الحقوق.
إن إعادة انتخاب غير المؤهلين تعني ببساطة استمرار المعاناة، وتأخر الخدمات، وتجميد التنمية.
محافظة سوهاج، كغيرها من محافظات الصعيد، تعاني من تحديات كثيرة:
الفقر، البطالة، ضعف البنية التحتية، تردي الخدمات الصحية والتعليمية، وغياب كثير من الحقوق الأساسية.
لكن رغم هذه التحديات، فإن أبناء سوهاج يملكون الوعي، والقدرة على التمييز بين من خدمهم بحق، ومن لم يُحرّك ساكنًا.
لا بد أن يكون صوت المواطن السوهاجي أقوى من أي دعاية أو مال أو عصبية قبلية.
الصوت لا يُشترى بكرتونة، ولا يُباع بوعد كاذب، ولا يُمنح لمن يتجمّل أمام الكاميرات، بل يُعطى لمن يخدم الناس فعليًا، ويعيش بينهم، ويحل مشاكلهم
اختر من يُشرفك، لا من يُخجلك.
اختر من يخدمك، لا من يستخدمك.
البرلمان القوي لا يُبنى إلا بنواب أقوياء، والنواب الأقوياء لا يأتون إلا من خلال ناخبين واعين يضعون المصلحة العامة فوق كل اعتبار.من يمثلك هو من يصنع الفرق
في النهاية، لا تنسَ أن اختيار النائب المناسب هو انعكاس لوعيك ومساهمتك في بناء الوطن. فلا تعطِ صوتك لمن لا يستحقه، ولا تسكت على من أهان أمانته وخذلك في الدورة الماضية.صوتك أمانة، فاختر الأصلح، الأنسب، الأجدر، من يعيش قضاياك ويدافع عن حقوقك.
فالبرلمان ليس مكانًا للوجاهة، بل ميدان خدمة حقيقي لمن يستحق.