عاجل

في ذكرى رحيله.. محمد بن راشد يكشف أسرارًا عن والده الشيخ راشد بن سعيد

خلف الحبتور
خلف الحبتور

نعى رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في ذكرى رحيله، بكلمات مؤثرة عبّر فيها عن امتنانه لما قدّمه الفقيد من إسهامات عظيمة في نهضة دبي ودولة الإمارات، مؤكدًا أن ذكراه ستظل حاضرة في القلوب.

يوم رحيل لا يُنسى في ذاكرة دبي

اليوم يوافق ذكرى رحيل الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله تعالى. يوم شعرت فيه دبي أنها خسرت عاشقها وأباها وابنها الذي أحبها من كل قلبه، وعشق ترابها، ولكن الحمد لله الذي عوّضنا بخير خلفٍ لخير سلف. عرفت الشيخ راشد وأنا شابٌ يافع، ومنذ تلك الأيام وأنا أرى فيه قدوة ومثالاً أعلى. كانت علاقتي به علاقة احترام وإعجاب شديدين، تعلمت منه الكثير، وكنت دائماً أستفيد من وجودي إلى جانبه، أستقي منه الحكمة وأتعلم من فكره الواضح وصراحته وحرصه الدائم على راعي البلاد وأهلها.

الشيخ راشد.. مدرسة في القيادة والإنسانية

كان الشيخ راشد مدرسة في القيادة والإنسانية، واضحًا في رؤيته، صادقًا في مشاعره، محبًا لكل إنسانٍ يعمل بصدق وإخلاص. لم يكن يومًا مجرد حاكم، بل كان روحًا مؤسِّسة وقلبًا نابضًا لدبي، يرى المستقبل قبل أن يراه الآخرون، ويشعر بكل إنسان في دبي كأنه واحد من أسرته، مؤمنًا أن الدولة تُبنى بالإنسان قبل أن تُبنى بالمادة والرخاء.أتذكره اليوم وأتذكر كيف كان يقف إلى جانب رجال الأعمال الذين يغامرون ويعملون بإخلاص، يشجعهم، ويفتح لهم الأبواب، ويدفعهم إلى الأمام بثقةٍ وإيمان.

رؤية خالدة وبصمة لا تُمحى

كانت دبي الرئة التي يتنفس منها، وهو القلب الذي جعلها تنبض حياةً وتزدهر. أفكر بالشيخ راشد بشكلٍ يومي، لا أنساه أبدًا، وما زلت أقتدي بما تعلمته منه، فهو باقٍ في قلبي وفي تفاصيل عملي، وفي كل قرارٍ أتخذه أستحضر حكمته ورؤيته.

الشيخ راشد كان روح الرؤية التي لا تموت، هو من زرع الأسس التي نعيش ثمارها اليوم في كل شارعٍ وميناءٍ ومطار. رحمك الله يا باني دبي الأول، وجعل ذكراك نورًا يضيء طريق الأجيال القادمة، ومثلًا خالدًا في القيادة والإنسانية.

محمد بن راشد يستحضر والده في ذكرى رحيله

استحضر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، ذكرى والده المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، ضمن تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي بمنصة "إكس"، أرفقها بمقطع نادرٍ لوالده وهو يصطحبه صغيرًا، وأعلن فيها أن ما كتبه هو الفصل التاسع من كتابه المرتقب "علمتني الحياة"، الذي يصدر خلال الأشهر القادمة.

من كتاب "علمتني الحياة".. دروس الأب والقدوة

وقال محمد بن راشد في تغريدته: “رحم الله أبي”. الفصل التاسع من كتابي الجديد "علمتني الحياة" الذي سيصدر خلال الأشهر القادمة.. رحم الله أبي.. كلما تفكرت في حنكة أبي وحكمته.. وحياته وسيرته.. أدركت كم تعلمت منه.. وكيف تأثرت بشخصيته..
تعلمت من أبي بساطة العيش.. وضبط النفس.. وأن لا أنشغل بالتفاهات.. ولا أصدق ضعاف العقول والتافهين.. تعلمت منه الإصغاء، ومتى أشتد ومتى ألين.. تعلمت منه الوقار من غير تكلف.. والتسامح تجاه الجهال من الناس.. والتلطف مع الجميع، كان مجرد حضوره يفرض الإجلال على الجميع”.

صفات الأب الحكيم كما يرويها محمد بن راشد

وأضاف نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة: “كان أبي قليل الغضب والانفعال.. كان حسن النية والطوية.. ولا يحب الخداع.. ولا يجزع أو يهلع من أي أمر بل هو ثابت واثق رصين.. وإذا عبّر عن استحسانه عبّر بقدرٍ وبدون محاباة.. تعلمت من أبي أن أحب أهلي وأقربائي وإخواني وأن أكون قريبًا من أخواتي.. وما زلت”.

محمد بن راشد: والدي لا ينخدع بالمظاهر ولا يحب المديح

وتابع حاكم دبي: “وتعلمت منه أن أحب الصدق وأحب العدل.. وتعلمت منه تقبل النقد والثقة بالنفس.. والتوازن بين اللطف مع الناس.. والوقار والحزم الذي يتطلبه موقعي، تعلمت من أبي أن لا أتسقط الأخطاء.. وأن لا أبحث عن زلات الناس.. وأن أتغافل أحيانًا.. وألفت النظر بلطفٍ أحيانًا أخرى.. وخاصة مع من تأكدت من إخلاصهم وحبهم وتفانيهم في أعمالهم”.

صفات القيادة الرصينة في شخصية الشيخ راشد

وأكمل “بن راشد”: “كان أبي رصينًا حازمًا.. لا تستهويه المدائح.. ولا التهليل.. ولا ينطلي عليه التملق، ولا ينخدع بالمسميات الإعلامية أو التضخيمات غير المنطقية، كان لا يأخذ بالانطباع الأول حول أي موضوع.. بل يتدبر فيه ويتفكر.. ويستشير ويسأل.. وتعلمت منه الإصغاء لكل من لديه رأي سديد أو عقل رشيد.
كان أبي يحب العلماء لكنه يستطيع بسهولة كشف مدّعي العلم، كان يحب مجالسة التجار وأهل السوق.. وكان يوقر أصحاب الدين.. ويحب عمل الخير.. وكان سمحًا صادقًا.. مستقيمًا في حياته.. لم يزدَرِ إنسانًا أو يستعلِ على أحد".

دعم الشباب وبعد النظر

واستطرد: “كان يتفرس في الناس والشباب.. يدعم أصحاب المواهب التجارية ويستعين بمن يرى عنده قدرات إدارية، كان بعيد النظر.. دقيق البحث في كل الأمور.. لا يحب العجلة.. ولكنه إذا عزم على أمر لم يتردد ولم يشك ولم يرتبك عند اتخاذ القرار، كان حريصًا على أصدقائه.. مرحًا معهم.. منبسطًا في الحديث معهم، إلا أنه لا يخلط الخاص بالعام.. لا يحابي أصدقاءه بتكليفهم المسؤوليات الحكومية.. ولا يصادق من يعملون معه من المسؤولين.. بل يجعل بينهم وبينه مساحة.. يسودها الثقة والاحترام والمحاسبة”.

وداع كريم وتقدير لا يزول

واختتم محمد بن راشد تغريدته قائلًا: “لم يكن أبي غليظًا أو عنيفًا.. بل ودودًا متسامحًا كريمًا يعطي كل شخص حقه.. ويخصص لكل أحد جزءًا من وقته.. لم يكن أبي يهوى كثرة الطعام.. أو كثرة الكلام.. أو كثرة المباني والقصور.. بل يميل للبَساطة.. والتخفف والتحكم في نفسه.. رحم الله أبي”.

تم نسخ الرابط