«توفي أبي بعد أبي».. عبدالغني هندي ينعى الدكتور أحمد عمر هاشم

حالة من الحزن الشديد خيمت على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك إثر رحيل الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ورئيس الجامعة الأسبق صباح اليوم الثلاثاء.
واتشحت مواقع التواصل الاجتماعي بالسواد وعبارات الرثاء النابع من القلب على رحيل عالمًا أزهريًا أصيلًا، ومحدثًا أمينًا، وخطيبًا مفوهًا.
يقول عبدالغني هندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ناعيا الدكتور أحمد عمر هاشم: «عزاء وصبرا.. إن لله وإن إليه راجعون لانقول الا ما يرضي ربنا.. توفي أبي بعد أبي.. إمام عصره الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم صاحب العلم والأدب والعشره وحبيب سيدنا رسول الله صل الله عليه وسلم وجنازته من الجامع الأزهر عقب صلاة الظهر اليوم ١٥ ربيع الثاني لسنة ١٤٤٧ه، ٧ أكتوبر لسنة ٢٠٢٥».
كما نعاه الدكتور السيد محمد عبدالقادر إمام مسجد الإمام الحسين رضي الله عنه قائلا:«بقلوب يملؤها الإيمان والرضا بقضاء الله.. ننعى إلى العالم العربي والإسلامي وأحبائه وتلاميذه وفاة فقيدنا الحبيب الإمام الشريف أ. د / أحمد عمر هاشم.. نسأل الله أن يبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وأن يجعل الجنة مثواه، وأن يلهمنا وإياكم الصبر والاحتساب.
مكان صلاة جنازة الدكتور أحمد عمر هاشم والدفن
وستقام صلاة الجنازة باذن الله اليوم عقب صلاة الظهر بالجامع الأزهر الشريف. ثم يُشيَّع الجثمان الطاهر إلى مثواه الأخير، بمدافن العائلة في الساحة الهاشمية بقرية بني عامر بمركز الزقازيق. بمحافظة الشرقية. عقب صلاة العصر ويقام العزاء اليوم بالساحة الهاشمية بقرية بني عامر ويوم الخميس بمدينة القاهرة.
الدكتور أحمد عمر هاشم في سطور
ويعد الأزهر الشريف منارة علمية كبرى، تخرج منها العديد من العلماء الذين كان لهم دور بارز في إثراء العلوم الإسلامية ونشر الفقه الصحيح، ومن بين هؤلاء العلماء البارزين، يبرز اسم الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، الذي قدم للمكتبة الإسلامية العديد من المؤلفات القيمة، والتي استفاد منها طلاب العلم في مختلف أنحاء العالم.
ورحل بعد تعرضه لوعكة صحية، على إثرها تم نقله إلى أحد المستشفيات لتقديم الرعاية الصحية اللازمة له، إلا أن أمر الله قد نفذ، ونستعرض في التقرير التالي السيرة العلمية للدكتور أحمد عمر هاشم، ولماذا أحبه المصريون.
سر حب المصريون لـ أحمد عمر هاشم
ينتمي الدكتور أحمد عمر هاشم إلى أسرة عريقة اشتهرت بالصلاح والنسب الشريف، حيث يتصل نسبه بالإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. وُلد الدكتور أحمد عمر هاشم في السادس من فبراير عام 1941م، بقرية الشيخ "أبو هاشم"، التابعة لقرية بني عامر بمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، وهي القرية التي حملت اسم عائلته العريقة.
أسلوبه في الخطابة والدعوة
اشتهر الدكتور أحمد عمر هاشم بأسلوبه المميز في الخطابة والدعوة، حيث استطاع جذب انتباه الصغير والكبير حوله. يتميز خطابه بمفردات غنية وبأسلوب مؤثر، لا سيما عندما يضيف الأشعار التي تحمل في طياتها معاني دينية وإيمانية عميقة، مما يجعل خطبه تلامس القلوب وتجذب المستمعين. هذا الأسلوب جعل منه شخصية محبوبة وموثوقة في الوسط الديني، ورفع من مكانته لدى الجمهور المصري والعالمي.
ونشأ الدكتور أحمد عمر هاشم في بيت محب للعلم وأهله، وكان والده حريصًا على أن يغرس فيه حب القرآن والعلم منذ نعومة أظافره. فحفظ القرآن الكريم في كتاب قريته، ثم التحق بمعهد الزقازيق الديني الأزهري، قبل أن يكمل مسيرته التعليمية في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف. وقد ترك أثرًا بالغًا في تربية أجيال من العلماء والباحثين.
وفي لقاء سابق، يتحدث الدكتور أحمد عمر هاشم عن دعم والده لمسيرته العلمية قائلاً: "لقد نذرني والدي لخدمة القرآن الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وعندما حصلت على مجموع كبير بالثانوية يؤهلني لدخول أي كلية، أصر والدي على أن ألتحق بكلية أصول الدين".
كانت الساحة الهاشمية الصوفية بقريته مركزًا حيًا لحلقات الذكر والقرآن، مما أسهم في تشكيل شخصيته العلمية والروحية منذ الصغر. ولم يكن غريبًا أن يرتقي المنبر لأول مرة وهو في سن الحادية عشرة، ليخطب خطبة ارتجالية لاقت استحسان الجميع.